رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَيُّهَا الْمُسَمَّى بَيْتَ يَعْقُوبَ، هَلْ قَصُرَتْ رُوحُ الرَّبِّ؟ أَهَذِهِ أَفْعَالُهُ؟ أَلَيْسَتْ أَقْوَالِي صَالِحَةً نَحْوَ مَنْ يَسْلُكُ بِالاِسْتِقَامَةِ؟ [7] يقول: "أيها المُسمى بيت يعقوب"، فإنهم يحملون الاسم لكنهم لا يمارسون ما يليق باسمهم. وكما يقول الرسول: "هوذا أنت تُسمى يهوديًا وتتكل على الناموس وتفتخر بالله، وتعرف مشيئته، وتميز الأمور المتخالفة، متعلمًا من الناموس، وتثق أنك قائد للعميان ونور للذين في الظلمة، ومهديًا للأغبياء، ومعلم للأطفال، ولك صورة العلم والحق في الناموس. فأنت إذًا الذي تُعلم غيرك، ألست تُعلم نفسك؟ الذي تكرز ألاَّ يُسرق، أتسرق؟ الذي تقول أن لا يزني أتزني...؟" (رو 2: 17-22). لم يصمت النبي كما طلبوا منه، بل صار يوبِّخم مؤكدًا لهم أن سرّ عارهم ليس كلماته بل سلوكهم الغير متفق مع طرق الرب، حياتهم لا تستقيم مع عمل روح الله. فإن استقامت ينالون بركة الرب. يوبخهم ميخا النبي قائلًا: "هل قصرت روح الرب؟" بمعنى هل تظنون أنكم قادرون أن تسكتوا صوت الرب وتقاوموا روحه؟ إن استخدمتم كل سلطان لتكتموا الأنبياء، ألاَّ يجد روح الله طرقًا أخرى ليبكتكم على شركم؟ هل سلطانكم الزمني وإمكانياتكم المادية تقدر أن تبطل مشورة الله؟ وبقوله "أهذه أفعاله؟" يوبخهم، لأنهم يفتخرون بأنهم بنو إسرائيل، بيت يعقوب، ومنهم جاء الأنبياء. فهل كان أبوكم يعقوب يُمارس ما أنتم تفعلونه؟ هل تسلكون في ذات طريق أبيكم؟ أنتم تفتخرون بأنكم بيت يعقوب، لكنكم لا تعملون أعماله. هكذا أيضًا وبخ السيد المسيح اليهود حين كانوا يفتخرون أنهم أبناء إبراهيم الحر، بينما كانوا يريدون قتل السيد المسيح. لذلك قال لهم: "لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله، هذا لم يعمله إبراهيم، أنتم تعملون أعمال أبيكم... أنتم من أبٍ هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا" (يو 8: 39-44). كأن النبي يقول لشعبه: لكم الاسم "بيت يعقوب" لكن أعمالكم تشهد بأنكم "بيت إبليس المقاوم لروح الرب". إن أرادوا أن ينتسبوا ليعقوب السالك بروح الرب، فليسلكوا باستقامة تليق بهم. يرى القديس هيبوليتس الروماني أن بيت يعقوب أثار غضب الله وارتبط بآلام المسيح حسب الجسد. * "وهو متسربل بثوبٍ مغموس بدمٍ ويُدعى اسمه كلمة الله" (رؤ 19: 13). انظروا إذن يا إخوتي كيف أن الثوب المرشوش بالدم يُشير إلى الجسد، الذي خلاله كلمة الله الذي لا يسقط تحت الألم احتمل الألم، كما يشهد النبي. فإنه هكذا يتكلم الطوباوي ميخا: "هل يلزم أن يُقال هذا يا بيت يعقوب؟ هل روح الرب نافذ الصبر؟ هل هذه هي أعماله؟ أليست كلماتي تعمل حسنًا في هذا الذي يسير باستقامة؟ لكنك قمت ضد شعبي كعدوٍ إنك تعري الثوب عن رجل السلام". هذا يُشير إلى آلام المسيح بالجسد . القديس هيبوليتس * اعتاد الكتاب المقدس أن يدعو الكاهن ملاكًا وإلهًا فيقول: "لا تسب الآلهة ولا تلعن رئيس شعبك". (خر 22: 28 LXX) . القديس يوحنا الذهبي الفم * الذي يترك هذا العالم بحق ويحمل نير المسيح ويتعلم منه، ويتدرب يوميًا على احتمال التعب، لأن الرب "وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29)، فإنه يبقى على الدوام بغير اضطراب من كل التجارب، وبالنسبة له "كل الأشياءِ تعمل معًا للخير" (رو 8: 28). فكما يقول النبي (ميخا) أن كلمات الله صالحةً نَحْوَ مَنْ يَسْلُكُ بِالاِسْتِقَامَة (مي 2: 7). الأب إبراهيم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|