* يرعد الله بطريقة عجيبة بصوته، إذ يخترق قلوبنا بقدرته السرية بطريقةٍ لا يُعبر عنها. فبينما يسيطر صوته علينا بالخوف بفعله السري ويشَُكلنا في الحب، يعلن بطريقة صامتة كيف يشتاق أن نتبعه...
"يصنع عظائم لا ندركها (غامضة)". فالإنسان الذي استسلم للأمور الأرضية، واستبدت به الشهوات الشريرة، يصير فجأة غيورًا لمساعٍ جديدة، وباردًا من جهة العادات القديمة، فيجحد الاهتمامات الخارجية، ويشغف بالتأمل الداخلي. من يقدر أن يعبِّر عن قوة هذا الصوت العلوي...؟ إنه ينطق بصوته حتى بواسطة الرسل، وهو الذي ينير قلوب السامعين في الداخل بنفسه. يقدم بولس شهادته، إذ يقول: "أنا غرست وأبلوس سقى، لكن الله كان ينمي" (1كو 3: 6). فإنهم وإن كانوا لا يمنحون الاستماع للصوت الإلهي في أذهانهم، لكنهم أرسلوا لكي يقدموا الكلمات من الخارج.