منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 04 - 2023, 10:24 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

أيوب | هل البٌر لا ينفع والشر لا يضر


هل البٌر لا ينفع والشر لا يضر؟

لأَنَّكَ قُلْتَ: مَاذَا يُفِيدُكَ؟
بِمَاذَا أَنْتَفِعُ أَكْثَرَ مِنْ خَطِيَّتِي؟ [3]
يرى البعض أن أيوب يحدث نفسه متسائلًا: ماذا انتفعتِ (يا نفسي)؟ وماذا أنتفع أنا بعدم ممارستي للخطية؟
ويرى آخرون أن أيوب يقول لله: برّي لا ينفعك في شيءٍ، ولا ينفعني أنا.
لعله اقتبس هذا مما ورد في أيوب (أي 9: 30-31؛ 10: 15). هذا ما عبرّ عنه المرتل أيضًا في المزمور (مز 73: 13).
لم يقل أيوب هذا صراحة، وإنما ما قاله أيوب إنه كان يتوقع ألاَّ تحل به هذه الكوارث بسبب سلوكه المستقيم، لكن سلوكه هذا لم يعفه، وكأنه لم ينتفع من هذا السلوك (راجع أي 19: 28).
لقد أوضح القديس يوحنا الذهبي الفم أنه ليس ما يضر الإنسان سوى شره ولا ما ينفعه سوى استقامة حياته.
* ما هو إذن صلاح الإنسان؟ صلاح الإنسان لا يكمن في الغنى حتى نخاف الفقر، ولا في الصحة البدنية فنرهب المرض، ولا في نظرة الناس إليك حتى تحذر ما يقوله الناس عنك بشرٍ، ولا في الحياة هنا في ذاتها حتى ترتعب من الموت... إنما يكمن صلاحه في التمسك بالتعاليم الحقيقية، والاستقامة في الحياة، الأمر الذي لا يستطيع أحد، حتى الشيطان نفسه، أن يسلب الإنسان إياه طالما كان حريصًا عليه كما ينبغي.
وهذا الأمر يدركه تمامًا حتى أخبث الشياطين وأشدهم. لهذا جرد الشيطان أيوب من مادياته لا ليجعله فقيرًا، إنما ليلزمه أن ينطق بكلمة تجديف على الله. وعذب جسده لا ليذله بالمرض، بل ليحبط صلاح نفسه. لكنه عندما نفذ كل حيله، وجعل هذا الغني فقيرًا... وحرمه من أبنائه... ومزق جسده بوحشية لا يقدر الجلادون أن يفعلوها، لأن أدوات التعذيب لا تقدر أن تمزق كل جانب من جوانب الجسد كما يفعل الدود الذي كان في جسده، وأفسد الشيطان سمعته حتى أعلن أصدقاؤه الحاضرون معه أن هذا جزاء له عن خطاياه التي يستحقها، موجهين ضده اتهامات كثيرة، وطرده من مدينته وبيته لا إلى مدينة أخرى، بل صارت مزبلة مدينته بيته...
كل هذا لم يؤذِ أيوب بل بالعكس تمجد بالأكثر على حساب هذه المكائد التي صبها ضده.
لقد أخذ الشيطان منه كثيرًا لكنه لم يسلبه شيئًا من صلاحه. بل دفعه بالأكثر لتزداد قوة صلاحه. لأنه بعد ما حدثت له هذه الأمور تمتع بثقة أعظم بقدر ما حاربه خصم قوي.
والآن إن كان الذي كابد آلامًا مثل هذه، التي ليست من عمل إنسان، بل من عمل الشيطان الأكثر شرًا من كل البشرية، هذا لم يصبه أي ضرر، فهل تقول أنت بأن إنسانًا ما قد أضرك أو حطمك...
إن كان الشيطان، المملوء مكرًا عظيمًا هذا مقداره، بعدما صب كل ما في حقيبته، واستخدم كل أسلحته، وصب كل شروره ضد إنسان ذي مركز سامٍ عائليًا، وبار، ومع هذا لم يسبب له أذى، بل بالحري كما قلت إنه أفاده، فكيف تقدر أن تتهم إنسانًا أو آخر أنه يحمل في يديه ضررًا، لغيره، وليس لنفسه؟!
القديس يوحنا الذهبي الفم

أَنَا أَرُدُّ عَلَيْكَ كَلاَمًا،
وَعَلَى أَصْحَابِكَ مَعَكَ [4].
سأظهر لك الشر الذي يسببه الطريق الخاطئ، أو تسببه الخطية، والبركات التي يسببها البرّ، فأورد ما لم يذكره أصدقاؤك في حوارهم معك.



اُنْظُرْ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَأَبْصِر،
وَلاَحِظِ الْغَمَامَ.
إِنَّهَا أَعْلَى مِنْكَ [5].
خلق الله السماوات لكي تتطلع إليها، فتشهد لك أن حكمة الله وسموه غير المحدود فوق إدراكك. تطلع إلى السحاب فتدرك كمالات الله.
هنا يبدأ أليهو أنه يجيب على أيوب مظهرًا إنه يستحيل عليه إدراك حكمة الله، فإن علو السماوات يشهد بذلك. كأنه يسأله: أتقدر أن تحلق في السماوات وتبلغ السحاب؟ فإن الله هو خالقها، أسمى وأعظم وأعلى من السماوات ومن السحاب.
هكذا أليهو مثل أليفاز يُظهر أن الله أسمى من الطبيعة التي تسمو على فكر الإنسان.
من لا يقدر أن ينظر بعينيه إلى السماء ويدرك أسرارها، كيف يمكنه أن يبلغ بفكره إلى عرش الله، ويدرك أسرار خطته؟
"فإن أكثر أعمال الرب في الخفاء أعمال العدل من يخبر بها، أو من يحتملها. إن العهد بعيد والفحص عن الجميع يكون عند الانقضاء" (سيراخ 16: 22)
"يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء؟!" (رو 11: 33)
"لأنه كما علت السماوات عن الأرض، هكذا علت طرقي عن طرقكم، وأفكاري عن أفكاركم" (إش 55: 9)
* يلزم تكريم أعمال خالقنا على الدوام دون فحصٍ، فإنها لن تكون ظالمة.
فإن من يبحث عن علة مشورته السرية لا يُحسب هذا إلا مقاومة من الإنسان ضد مشورته في كبرياءٍ.
فعندما لا يمكن للإنسان أن يكتشف دافع أعمال الله يلزمنا أن نصمت في تواضعٍ، خاضعين لأعماله، لأن الحواس الجسدية ليست على مستوى يمكنها أن تخترق أسرار جلاله...
يضيف فيما بعد بولس: "ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟" (رو 9: 20)
البابا غريغوريوس (الكبير)
يتحدث أليهو عن سمو الله الفائق. فإن سلوك الإنسان سواء كان صالحًا أو شريرًا لا يؤثر على الله [ع 6-8]. هذا وإن كان برّ الإنسان أو شره ليس لخدمة الله ولا يسيء إليه، غير أن لهما فاعليتهما على الحياة البشرية. لهذا فإنه ليس من ضرورة أن يتعامل مع البرّ كأنه خطية يلزم العقاب عنها.


إِنْ أَخْطَأْتَ، فَمَاذَا فَعَلْتَ بِهِ؟
وَإِنْ كَثَّرْتَ مَعَاصِيَكَ،
فَمَاذَا عَمِلْتَ لَهُ؟ [6]
لن يؤذيه شيء من ممارستك للخطية حتى إن ضاعفتها مرارًا (إر 7: 19؛ أم 8: 36).
* مثل هذه الكلمات يلزم ألا تقال للطوباوي أيوب الذي يعرف حقائق أعظم، لكن ما قيل هو حقيقي، وهو أن خطايانا لا تؤذي الله، ولا أعمالنا الصالحة تعينه في شيءٍ.
البابا غريغوريوس (الكبير)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الله هو البٌر الأعظم
الذين لا يتمتعون بنوره فيُحرمون من البرٌ
من يشرق عليه ينيره ويهبه البرٌ الفائق
تنزع الخطية عني ثوب البٌر، فأصير عاريًا
تشرق شمس البٌر والشفاء في أجنحتها (ملا 4: 2)


الساعة الآن 09:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024