* لأنه لا تستقر عصا الأشرار على نصيب الصديقين لكيلا يمد الصديقون أيديهم إلى الإثم" (مز 125: 3). في الوقت الحاضر يتألم الأبرار إلى حدٍ ما، وفي الحاضر يطغى الأشرار أحيانا على الأبرار، بأية طرق؟ أحيانًا يبلغ الأشرار إلى الكرامات الزمنية، وإذ يبلغون إليها، ويصيرون قضاة أو ملوكًا، يسمح الله بذلك لتأديب قطيعه، لتأديب شعبه، هنا يلزم إظهار الكرامة التي تليق بهم... وأحيانًا يوجد أصحاب سلطان صالحون ويخشون الله، وبعضهم ليس فيهم مخافة الله.
كان يوليانوس إمبراطورًا كافرًا، مرتدًا وشريرًا وعابد أوثان. وكان الجنود المسيحيون يخدمون إمبراطورًا كافرًا.... متى دعاهم لعبادة الأصنام وتقديم البخور لها كانوا يشيرون إلى الله، ولكن عندما كان يأمرهم أن ينتشروا في خطوط الجنود، ويتحركون ضد هذه الأمة أو تلك كانوا في الحال يطيعون. كانوا يميزون بين سيدهم الأبدي، وسيدهم الزمني، ومن أجل سيدهم الأبدي كانوا يخضعون للزمني. لكن هل يحمل الأشرار على الدوام سلطانًا على الأبرار؟ إن عصا الأشرار تبقى إلى حين على نصيب الأبرار، لكن لن تدم إلى الأبد. سيأتي وقت حين يظهر المسيح في مجده ويجمع كل الأمم أمامه.