رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَحَمِيَ غَضَبُ أَلِيهُوَ بْنِ بَرَخْئِيلَ الْبُوزِيِّ مِنْ عَشِيرَةِ رَامٍ. عَلَى أَيُّوبَ حَمِيَ غَضَبُهُ، لأنَّهُ حَسَبَ نَفْسَهُ أَبَرَّ مِنَ اللهِ [2]. "أليهو" اسم عبري معناه "إلهي هو"، يشير بالغضب هنا إلى انفعاله الداخلي وغيرته العظيمة للدفاع عن عدل الله وبرَّه ورعايته. "على أيوب حميي غضبه، لأنه حسب نفسه بارًا أمام الله" [2]. غضب أليهو، ليس لأن أيوب أعلن أنه بار، وإنما لأنه فعل هذا أمام الرب، حيث حسب الله شاهدًا، أو ظن بأن أيوب أراد أن يدين الله. فتبريره لنفسه لم يكن بذي أهمية، وإنما أن يفعل ذلك بقصد إدانة الله، فهذا خطأ. يقول الكتاب: لا تبرر نفسك أمام الرب" (سيراخ 7: 5)... هل هذا حدث؟ لم يكن فكر أيوب هكذا. أليهو هو الذي فهمه بهذه الطريقة، أما أيوب فلم يقل إنه أبرّ من الله، بل بالحري كانت فكرته أن الله هو المسئول عن نكباته. مع هذا لم يسئ إلى الله متهمًا إياه بالظلم، إنما هذا ما فهمه أليهو. القديس يوحنا الذهبي الفم برخئيل: تعني "الله يبارك"، وقد أشار اسم أليهو واسم والده أن هذه العائلة اتسمت بالتقوى، ولم تمارس العبادة الوثنية. البوزي: كان بوز الابن الثاني لناحور، أخ إبراهيم (تك 22: 21)، وقد دُعيت هذه المنطقة في الصحراء العربية على اسمه، ورد اسم مدينة بوز في (إر 25: 23)؛ ربما أخذت اسمها عن العائلة. ويرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن كلمة "بوزي" تُترجم "خسيس". يرى بعض الربيين والقديس جيروم أن أليهو هو بلعام بن بعور. ويرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن أليهو كمثل للكارزين المتكبرين يقدم لنا تفسيرًا لاسمه واسم والده واسم عشيرته، فإنهم وإن كانوا لا يعيشون حسب وصايا الرب، إلا أنهم يعرفون الله أنه ربهم. وإذ يتمتعون ببركة النعمة الإلهية في بلاغة حديثهم، لكن في سلوكهم المتكبر يظهرون أنهم محتقرون ويرى Dr. Hodges أن أليهو هو إحدى ظهورات الأقنوم الثاني، وأن غاية السفر كله التركيز على شخص أليهو، وإبراز دوره في إقناع أيوب أن تبريره لا يقوم على اعتداده بأعماله الصالحة وتمسكه ببِّره الذاتي، وإنما بالإيمان بالقادر أن يبرر. ليس من بين آباء الكنيسة من نادى بهذا الرأي، لكن يمكن القول أنه كان رمزًا للسيد المسيح القادم لتحقيق الوساطة والمصالحة، فيبرر المؤمنين السالكين فيه بالروح والحق. رام: رام - آرام هو ابن أخ بوز، ولعل أيوب كان من جيل سابق لأليهو، إذ كان يكبره في السن. ويرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن كلمة أن "رام" معناها "مرتفع". المؤمنون الحقيقيون مرتفعون، إذ يمكنهم أن يقولوا مع الرسول بولس: "فإن محادثتنا نحن هي في السماوات" (في 3: 20). "لأنه حسب نفسه أبرّ من الله"، لعله يقصد "لأنه حسب نفسه بارًا أمام الله". جاءت الترجمة الحرفية: "برّر نفسه his soul أمام الله". لقد دافع لا عن سلوكه فحسب، وإنما أيضًا عن أفكاره ودوافعه الداخلية. اختلف أليهو عن الأصدقاء الثلاثة من جهة نية الطرفين، إذ لم يحمل أليهو حقدًا أو حسدًا من جهة أيوب مثل هؤلاء الأصدقاء. ومن جانب آخر لم يتهمه بأنه مرتكب شرور خفية خطيرة أو أنه مرائي، إنما ما انتقده فيه، أنه في حديثه لم يبرر الله، بل ما كان يشغله هو تبرير نفسه أمام الله كما أمام الناس حتى وإن كان خشيه أن يتعثروا فيه كرجل الله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|