|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10 - 04 - 2023, 02:14 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس أثناسيوس الرسولي أبوة للجميع لم يكن في ذهن الشاب انطونيوس حين قرر حياة النسك البتولية أنه سيكون يومًا ما أبًا لكل العائلة الرهبانية في العالم كله، لكن ما بلغ إليه كان ثمرة طبيعية لحبه لمخلص العالم كله، ولاتساع قلبه نحو كل إنسانٍ، مشتاقًا أن يبلغ كل إنسانٍ إلى الحياة الكاملة في الرب. بنفس الروح لم تقف خدمة البابا أثناسيوس عند حدود كرسي الإسكندرية، إنما وإن اهتم بالكرازة أينما وجدت كإرساله أسقفًا لإثيوبيا، وهو أول أسقف سيم لهذا الشعب، فإنه كان أيضًا يتحفظ سلامة الإيمان في العالم كله. فهو أعظم مدافع عن لاهوت السيد المسيح ولاهوت الروح القدس في أيامه. لقد قيل لو أثناسيوس لفقد العالم سلامة الإيمان. إنها نعمة الله الغنية التي تحفظ كنيسة المسيح لتسلك بالإيمان المستقيم! |
||||
10 - 04 - 2023, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس أثناسيوس الرسولي روح القوة وتحدي الشيطان أخيرًا جاء كتاب "حياة أنطونيوس" Vita Antonii الذي تعلم تلميذه القديس أثناسيوس يشهد عن تحدي القديس انطونيوس للشياطين، وإدراكه للسلطان الذي يهبه السيد المسيح لمؤمنيه أن يدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو. هذا هو روح القوة الذي يليق بكل مؤمنين أن يتسلح به! يقول القديس أنبا أنطونيوس الكبير: [تحسدنا الأرواح الشريرة منذ أن عرفت أننا حاولنا أن نرى عارنا وخزينا، وقد بحثنا عن طريقة للهروب من أعمالهم التي يعملونها معنا، ولم نحاول فقط أن نرفض مشورتهم الشريرة التي يزرعونها فينا، بل أن كثيرين منا يهزأون بحيلهم. والشياطين تعرف إحسان خالقها في هذا العالم، وقد حُكم عليهم بالموت، وأعد لهم جهنم ليرثوها بسبب غفلتهم وكثرة خبثهم .] * إنه لأمرٌ عجيبٌ أنّ شخصًا وحيدًا (القديس أنطونيوس الكبير) في بريّةٍ كهذه لم يخشَ الشياطين التي هاجمته، ولا وحشية الوحوش والزحافات، إذ كانت كثيرة جدًا، لكنه حقًا كما هو مكتوب: "توكل على الرب مثل جبل صهيون" (مز 125: 1)، بإيمانٍ لا يتزعزع ولا يضطرب، حتى هربت الشياطين منه، وسالمته وحوش البرية كما هو مكتوب (أي 5: 23). كان إبليس، كما يقول داود النبي في المزامير (مز 35: 16) يراقب أنطونيوس ويصرِّ عليه أسنانه. أما أنطونيوس فكان متعزِّيًا بالمخلِّص، وبقيَ سالمًا من حيله ومكائده المختلفة. كان يسهر بالليل، فيرسل عليه إبليس وحوشًا برّيّة، وكأنّ كل ضباع تلك البرّية تقريبًا قد خرجت من مغايرها وأحاطت به، وهو في وسطها، يهدِّده كلُّ واحدٍ بالعضّ. وإذ رأى حيلة العدو، قال لها: ”إن كان لكم سلطان عليَّ فأنا مستعدٌ أن تلتهموني، أمّا إن كنتم قد أُرسِلتم عليَّ من قِبَل الشياطين، فلا تمكثوا، بل انصرفوا، لأنني عبدٌ للمسيح“. فهربت كلها أمام تلك الكلمة، وكأنها قد ضُربت بالسياط . * خارج النور تكون الظلمة، وبالابتعاد عن البركة توجد اللعنة، هكذا يكون الشيطان بعيدًا عن القديسين، والخطية بعيدة عن الفضيلة. لهذا ينتهر الإنجيل الشيطان قائلًا "اذهب يا شيطان" (مت 10:4). بينما يدعونا نحن قائلًا: "ادخلوا من الباب الضيق" (مت 13:7) ومرة أخرى يقول "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم" . * كان الإنسان يميل إلى أسفل، لا يتغذى إلا بالخطية، وهكذا يصف الروح القدس الخطاة ويتكلم عن غذائهم، وذلك حينما يشير إلى الشيطان قائلًا عنه "جعلته طعامًا لأهل.." (مز 4:74) فالشيطان هو طعام الخطاة! وإذ ربنا ومخلصنا هو الخبز السماوي، لهذا فهو غذاء القديسين، لهذا قال "إن لم تأكلوا جسدي وتشربوا دمي..." (يو 53:6) بينما الشيطان هو غذاء الدنسين، الذين لا يصنعون أعمال النور بل أعمال الظلمة. ولكي يجذبهم الله ويردهم عن شرورهم، يوصيهم أن يقتاتوا بالفضيلة وخاصة تواضع العقل، المسكنة، واحتمال الإهانات، والشكر لله . * ينبغي علينا يا أحبائي أن نخضع إرادتنا حسب لطف الله ولا نقصر عن العمل، لئلا إذا ما تركنا إرادتنا عاطلة ترحل عنا النعمة التي وهبت لنا فينا. وإذ يجدنا العدو (الشيطان) هكذا فارغين وعراة يدخل فينا، فيكون حالنا كتلك الحالة التي وردت في الإنجيل، ذلك الرجل الذي خرج منه الشيطان. فإنه بعد ما خرج الشيطان منه وذهب إلى أماكن جافة، عاد ومعه سبعة أرواح أشر منه إلى المنزل فوجده فارغًا، لذلك سكن هناك، وصارت أواخر ذلك الرجل أشر من أوائله. فعدم التحلي بالفضائل يعطي للأرواح الشريرة فرصة للدخول فينا . * الآن يا أحبائي قد ذبح الشيطان، ذاك الطاغية الذي هو ضد العالم كله... لا يعود يملك الموت بل تتسلَّط الحياة عوض الموت، إذ يقول الرب: "أنا هو الحياة" (يو 14: 6)، حتى امتلأ كل شيء بالفرح والسعادة، كما هو مكتوب: "الرب قد ملك فلتفرح الأرض"... الآن إذ بطل الموت، وتهدَّمت مملكة الشيطان، امتلأ الكل فرحًا وسعادة! * خيرات عظيمة منحنا الرب إياها لأنه لم يحل قيودنا من الخطية فقط، بل منحنا سلطانًا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، لأن الشرير وضابطي ظلمة هذا العالم أسرونا فقيدونا وربطونا بقيود لا تنحل ولم يكونوا يسمحون لنا أن نسلك الطرق الصالحة، كنا معهم مقيدين وهم أيضًا بحذائنا جلوس. قوم أشرار وسادة قساة لكن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح أقبل ليعطي إطلاقًا للمأسورين والبصر للعميان. * الآن يا أحبائي.. قد ذبح الشيطان، ذلك الطاغية الذي هو ضد العالم كله، فنحن لا نقترب من عيد زمني بل عيد دائم سمائي. معلنين إياه لا خلال ظلال (وحرف) بل في الحق. لأن أولئك بعد ما شبعوا من جسد الخروف الأبكم تمموا العيد، وإذ مسحوا قوائم بيوتهم بالدم نجوا من المهلك. أما الآن فإذ نأكل "كلمة" الآب وتُمسح قلوبنا بدم العهد الجديد نعرف النعمة التي يهبنا إياها المخلص الذي قال "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو 19:10) لأنه لا يعود يملك الموت، بل تتسلط الحياة عوض الموت، إذ يقول الرب "أنا هو الحياة" (يو 6:14)، حتى أن كل شيء امتلأ بالفرح والسعادة، كما هو مكتوب "الرب قد ملك، فلتفرح الأرض". لأنه عندما ملك الموت "على أنهار بابل جلسنا فبكينا" (راجع مز 1:97؛ 1:137) ونحنا، لأننا قد شعرنا بمرارة الأسر. وأما الآن إذ بطل الموت وانهدمت مملكة الشيطان، لذلك امتلأ كل شيء بالفرح والسعادة. ولم يعد الله معروفًا في اليهودية وحدها بل في كل الأرض "في كل الأرض خرج منطقهم وإلى أقصى المسكونة كلماتهم" (مز 1:76؛ 4:19) . * هم عبروا من فرعون إلى موسى، أما نحن فإننا نقوم من الشيطان لنكون مع المخلص . * في هذه الأيام مات الرب، كي لا نعود نشتاق إلى أعمال الموت! لقد بذل حياته، حتى نحفظ حياتنا من شباك الشيطان! * أخيرًا يتطلعون إلى العدو (الشيطان) وهو مطروح ضعيفًا بلا حياة، مربوط الأيدي والأقدام، فنسخر منه قائلين: "أين شوكتك يا موت. أين غلبتك يا هاوية" (1 كو 55:15). فلنترنم الآن للرب بأغنية النصرة . * ربنا يسوع المسيح الذي أخذ على عاتقه أن يموت عنا، قد بسط يديه لا على الأرض السفلى بل في الهواء، لكي يظهر أن الخلاص الذي تم على الصليب مقدم لجميع البشر في كل مكان، مهلكًا الشيطان الذي يعمل في الهواء، ولكي يمهد طريقنا الصاعد إلى السماء ويجعله حرًا (سهلًا) . البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي * ارتدى الكلمة جسدًا مضمدًا كل لدغة الحية، نازعًا كل شرٍ ينبع عن عواطف الجسد، مبطلًا أيضًا الموت المصاحب للخطية... وكما كتب يوحنا: "لأجل هذا أظهر ابن الله ينقض أعمال إبليس" . البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي |
||||
25 - 04 - 2023, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا الأنبا أثناسيوس الحياة المقدسة وعمل المعجزاتيقول القدِّيس أنطونيوس: إننا نفرح بكتابة أسمائنا في ملكوت السماوات إشارة إلى الحياة الفاضلة (في الرب)، أما إخراج الشياطين فهي موهبة من الرب يمكن أن يتمتَّع بها إنسان منحرف فيهلك. * كتابة أسمائنا في السماء برهان على حياتنا الفاضلة، أما إخراج الشياطين فهو هبة من المخلص، لذلك يقول للذين يفتخرون بعمل القوات دون ممارسة الحياة الفاضلة: "لا أعرفكم"، إذ لا يعرف الله طريق الأشرار[32]. البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي |
||||
25 - 04 - 2023, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا الأنبا أثناسيوس الفكر الواحد يرى بعض الدارسين أن الفكر اللاهوتي الذي عاشه القديس أثناسيوس هو ذات الفكر الذي للقديس أنبا انطونيوس، وإن كان قد ترجمه الأخير خلال الحياة الرهبانية، والأول خلال الدفاع عن لاهوت السيد المسيح ولاهوت الروح القدوس في مواجهة الهراطقة. ومما يلزمنا أن نضعه في اعتبارنا أن القديس أثناسيوس لم يكن يشغله التمسك الحرفي للمصطلحات اللاهوتية، إنما كان يؤمن أنه حيث يوجد الفكر الواحد والفهم الواحد يلزم ألا تسبب المصطلحات اللاهوتية انقسامًا ونزاعًا. |
||||
25 - 04 - 2023, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا الأنبا أثناسيوس القديس أثناسيوس وتفاعله مع الفكر السكندري واجه القديس مرقس الرسول ثلاثة تيارات خطيرة بالإسكندرية، وهي: * اعتزاز المصريين بما بلغوه من تقدم علمي وفني لا يزال يدهش العالم الحديث مثل هندسة المعابد والأهرام وفن التحنيط والرسم والنحت الخ. * اعتزاز المجتمع اليوناني السكندري بالفلسفة اليونانية والثقافة الهيلينية التي سادت العالم حتى في أثناء انتشار الإمبراطورية الرومانية. * اعتزاز المجتمع اليهودي بالإسكندرية بالديانة اليهودية بصورة حرفية، وشعورهم أنهم دون غيرهم شعب الله، مستلمو الشريعة الموسوية وأصحاب الوعود الإلهية، ولهم العهد الإلهي الخ. يشهد القديس جيروم أن القديس مرقس الرسول أنشأ أول معهد مسيحي علمي في العالم، وهو مدرسة الإسكندرية المسيحية، وقد سبق لي إصدار المجلدين الأولين عن مدرسة الإسكندرية، الأول ما قبل العلامة أوريجينوس، والثاني عن العلامة أوريجينوس، وإنني أود أن سمح لي الرب أن أقوم بتكملة هذه السلسلة. لقد تفاعل القديس أثناسيوس الرسولي مع الفكر اللاهوتي السكندري، فحمل إلي العالم فكر مدرسة الإسكندرية من جوانبه المتعددة. |
||||
25 - 04 - 2023, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا الأنبا أثناسيوس نظرته اللاهوتية الخلاصية تبرز كتابات القديس أثناسيوس الفكر السكندري الخلاصي، بمعنى أن الإيمان يمس حياة الإنسان وخلاصه أي التمتع بالمجد الأبدي. كان القديس أثناسيوس في كل حواراته اللاهوتية مهتما بخلاص الإنسان[33]، فكان يؤكد بحرارة أن الله وحده يقدر أن يخلص الجنس البشري الساقط[34]. ففي كل مقالاته ضد الآريوسيين ما يشغل ذهنه هو تجديد طبيعتنا بواسطة ابن الله المتجسد. في معالجته لموضوع لاهوت السيد المسيح يقدم لنا الفكر التالي: 1. إذا سقط الإنسان في التعدي بكامل حرية إرادته، سقط تحت الناموس "موتًا تموت"، أي يبقى إلى الأبد في فساد الموت. هذا قانون العدالة الإلهية. 2. لا تستطيع التوبة أن ترده إلى حالته الأولى بأمر عفو إلهي؟ أ. التوبة تعجز عن حفظ أمانة الله، ولا يستطيع أن تغير طبيعة الإنسان التي فقدت قيامتها على صورة الله، ولن تهبه الشركة مع الله. ب. بأمر إلهي خُلق الإنسان من العدم حاملًا طبيعة صالحة. أما وقد صار موجودًا وخضع لفسادٍ أبدي فيحتاج إلى تدخل حاسم لكلمة الله من جديد. فما هو غير موجود لا يحتاج إلى الخلاص، إنما يكفيه مجرد صدور أمر فيكون له وجود، أما الذي صار فاسدًا إلى فصار محتاجًا إلى تدخل إلهي. 3. ما هو التدخل الإلهي، ومتى كان في ذهن الله؟ الله غير متغير ويعرف المستقبل، فتدخله كان في فكر الله قبل خلقتنا. كان في خطة الله أن الكلمة الخالق يتجسد فهو وحده دون الخليقة السماوية أو الأرضية قادر أن يجدد طبيعة الإنسان ويرده على الصورة الإلهية. ما كنا نخلص لو لم يصر الله الكلمة (اللوغوس) إنسانًا، فإن الإنسان في حاجة إلى الخالق ليُخلّص طبيعته الساقطة ويردها إلى أصلها، واهبًا إيّاها صورة الله، ومصلحًا إيّاها من الفساد إلى عدم الفساد، فيه تغلب البشرية الموت ويُعاد خلقتها[35]. 4. صار الإنسان في فساد عاجزًا عن رفع عينيه إلى فوق، بل صار يشخص إل أسفل. ولكي يتحقق الكلمة الخالق خلاصه، محولًا الفاسد إلى عدم فساد، والمائت إلى الخلود، فهو الحياة ذاتها. 5. قبل السقوط كان الإنسان يتعرف على الخالق خلال الخليقة، أما وقد فسدت بصيرته فعبد الأوثان، احتاج إلى نزول الكلمة إليه ليخبره عن الآب. التجسد قدمنا لله، كلمة الله المتجسد يعلن الآب لنا، والآب يجتذبنا نحو الابن (يو26:17؛ 44:6). 6. لا يمكن أن يحقق الفداء والخلاص إلا الكلمة الواحد مع الآب فهو إلهي في جوهره. قدّم نفسه ذبيحة قادرة على الإيفاء بدين خطايانا وتحقيق العدالة والرحمة الإلهية في نفس الوقت. 7. اللوغوس هو كلمة الله غالب الشيطان ليس لأجل نفسه فقط وإنما لأجلنا جميعًا. 8. بكونه الله الحق أعاد لنا كرامتنا، واهبًا إيّانا البنوة للآب فيه بالروح القدس. يقول القديس أثناسيوس: [صار إنسانُا لنصير نحن آلهة[36].]، [وإن كان يوجد ابن واحد بالطبيعة، ابن حقيقي وحيد الجنس، صرنا نحن أبناء ليس بالطبيعة والحق بل بنعمته التي تدعونا، وإن كنا بشرًا على الأرض لكننا دُعينا آلهة[37].] فنحن لا نعرف مسيحًا لا يقدر على خلاص البشرية. فلاهوت السيد المسيح أمر حتمي، لتحقق خلاصنا. بهذا فإن لاهوت السيد المسيح أعلن الثالوث القدوس، وعقيدة الثالوث مرتبطة بعقيدة فدائنا الأبدي. إذن من ينكر عقيدة الثالوث، ينكر لاهوت المسيح، ومن ينكر المسيح ينكر أمكانية الخلاص. 7. الابن الوحيد وحده قادر أن يهبنا البنوة للآب بروحه القدوس.. [إن كان من أجلنا قدَّس نفسه (يو 18:17، 19)، وقد صنع هذا إذ صار إنسانًا، فمن الواضح أن حلول الروح عليه وهو في الأردن كان حلولًا علينا إذ يحمل جسدنا[38].] [عندما قيل أنه مُسح بطريقة بشرية (مز 7:45، 8)، فنحن الذين مُسحنا فيه، وهكذا عندما اعتمد فنحن الذين اعتمدنا فيه[39].] [لم يكن إنسانًا صار إلهًا، بل هو الله صار إنسانًا ليؤلهنا[40] (أي نحمل عمله فينا).] |
||||
25 - 04 - 2023, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا الأنبا أثناسيوس السيد المسيح 1. يُعلن القديس أثناسيوس أن تجسد المسيح وموته ليسا عارًا لله بل هما لمجده، صارا سببًا لنعبد الرب .] 2. أخذ ناسوتًا كاملًا، إذ يقول: [لم يأخذ المخلص جسدًا بدون نفس، ولا بدون حواس أو عقل، فإنه لم يكن ممكنًا عندما صار الرب إنسانًا لأجلنا، أن يكون جسده بل عقل، وإلا ما كان الخلاص الذي قدمه الكلمة نفسه خاصًا بالنفس أيضًا مع الجسد .] 3. اللوغوس ليس أداة خارجية لتحقيق الخلقة؛ فإن الله ليس في عوز إلى أداة للخلق أو حتى للخلاص. اللوغوس هو واحد مع الآب في الجوهر. [فلو أن الجوهر الإلهي غير مثمر في ذاته بل عقيم كما يقولون، يكون كنورٍ لا يُضيء، وكينبوعٍ جاف؛ أما يخجلون من هذا القول عن طاقته العاملة؟! ] |
||||
25 - 04 - 2023, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا الأنبا أثناسيوس الروح القدس يدافع عن لاهوت الروح القدس في رده على الأريوسيين القائلين بأنه مخلوق أقل من اللوغوس. كما كتب أيضًا عن الروح القدس في أربع رسائل وجهها إلى الأسقف سيرابيون. لاهوتياته بخصوص الروح القدس هي بعينها كلاهوتياته عن المسيح. يلزم أن يكون الروح القدس هو الله، لأنه لو كان مخلوقًا ما كنا ننال شركة مع الله فيه. 1. يقول: [إن كنا بشركة الروح صرنا "شركاء الطبيعة الإلهية" 2بط4:1... فإن طبيعته هو الله .] 2. يعلن القديس أثناسيوس عن عمل الروح القدس في حياتنا. إنه ينبوع التقديس الحقيقي، به نتقبل المسحة والختم لنكون شركاء المسيح، شركاء في الطبيعة الإلهية. خلال المعمودية والمسحة ننعم بالعضوية في الكنيسة به. الروح القدس هو الذي يعين الأساقفة ليرعوا قطيع الله. 3. بالروح القدس نثبت في الله: [خارج الروح نحن غرباء وبعيدون عن الله، وبشركة الروح نصير مُمسكين في اللاهوت، حتى أن وجودنا في الآب ليس منا بل من عند الروح الذي فينا ويسكن فينا. فبالاعتراف بالحق نحفظه فينا، وكما يقول يوحنا: "من اعترف أن يسوع هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله" (1يو15:4) .] في صراعه ضد الهراطقة كان هدفه واضحًا، إذ كان يتوق إلى خلاص حتى الهراطقة. يقول عنه كواستن: [بالرغم من مقته الشديد للخطأ، وعنفه في مقاومته، فقد كان يتحلى بسجية يندر وجودها في شخصية كهذه، إذ كان قادرًا وسط حمية المعركة أن يسامح ويلاطف الذين ضلوا بنية صالحة .] يقول: [عمل الدين ليس الضغط بل الاقناع .] |
||||
04 - 05 - 2023, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا الأنبا أثناسيوس نظرته الكتابية اختار الشاب أنطونيوس طريق الرهبنة عند سماعه كلمات الإنجيل: "اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء وتعال اتبعني " (مت 21:19). لقد كرس كل حياته ليتمم الوصية الإنجيلية. عاش كل حياته لا يملك سوى الإنجيل، مكتوبا لا على ورق بل في داخل نفسه. جاء تلميذه القديس أثناسيوس يكرس كل حياته لقراءة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد والتمتع بعمل كلمة الله فيه. لم يكتب تفسيرًا له، ولا كرس حياته للكتاب خلال الفكر الرهباني كمعلمه، لكنه جاءت حياته كتابيه، وجاءت كتاباته كلها تعتمد على الكتاب المقدس، خاصة في حواره مع الأريوسيين. يقول: [عملات الحق تكون أكثر أصالة إذا استخرجت من الكتاب المقدس عن أن تُستخرج من مصادر أخرى .] |
||||
04 - 05 - 2023, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي
مفهومه للكنيسة كحياة سماوية تربي القديس أثناسيوس بالفكر السكندري الممتص دومًا في الحياة السماوية كحياة نختبر عربونها في هذا العالم. يرى الكنيسة هي الحياة المقامة في المسيح يسوع، وممارسة للفرح الداخلي، والدخول إلى السماء. يقول عن السيد المسيح: [لقد أقام الساقطين وشفى المرضى وأشبع الجياع وسدّ احتياجات الفقراء، لكن ما هو أكثر عجبًا أنه أقامنا نحن جميعًا من الأموات، مبطلًا الموت، وأحضرنا من الضيق والأنين إلى الراحة وسعادة العيد، إلى الفرح الذي يبلغ حتى السماء .] يرى الكنيسة وقد حملت السمة السماوية تشارك السمائيين طعامهم السماوي، إذ يقول: [الرب هو طعام الأرواح الممجدة والملائكة أيضًا. هو فرح كل الطغمات السمائية. هو كل شيء للجميع. إنه لطيف مع الكل حسب حنو رأفاته. لقد أعطانا الرب بالفعل طعام الملائكة (مز25:78) .] * إذ بسط يديه على الصليب طرح رئيس سلطان الهواء الذي يعمل في أبناء المعصية (أف 2:2)، مهيئًا لنا طريق السماوات. * حين رُفع جسده إلى العُلا ظهرت الأمور التي في السماء . * بعد قيامة مخلصنا الجسدية، لم يعد يوجد سبب للخوف من الموت. الذين يؤمنون بالمسيح يطأون على الموت كأنه لا شيء، مفضلين أن يموتوا بالأحرى عن أن ينكروا الإيمان بالمسيح. فإنهم مقتنعون أن الموت لا يعني دمارًا بل حياة، خلال القيامة يصيرون غير قابلين للدمار... الدليل الواضح على هذا هو أنه قبل الإيمان بالمسيح كان الناس يتطلعون إلى الموت كموضوع مرعب، كشيء يجعلهم جبناء. وما أن قبلوا الإيمان وتعليم المسيح، صاروا على العكس يحسبون الموت أمرًا صغيرًا يدوسون عليه، ويجعلهم شهودًا للقيامة التي حققها المخلص ضد الموت . * ليتنا لا نحتفل بالعيد بطريقة أرضية، بل كمن يحفظ عيدًا في السماء مع الملائكة. لنمجد الله بحياة العفة والبر والفضائل الأخرى! لنفرح لا في أنفسنا بل في الرب، فنكون مع القديسين! لنسهر مع داود الذي قام سبع مرات، وفي نصف الليل كان يقدم الشكر على أحكام الله العادلة ! لنبكر كقول المرتل: "يا رب بالغداة تسمع صوتي، بالغداة أقف أمامك وتراني!" مز3:5. لنصم مثل دانيال! لنصلى بلا انقطاع كأمر بولس. فكلنا نعرف موعد الصلاة، خاصة المتزوجين زواجًا مكرمًا! فإذ نحمل شهادة بهذه الأمور، حافظين العيد بهذه الكيفية، نستطيع أن ندخل إلى فرح المسيح في ملكوت السموات. وكما أن إسرائيل (في العهد القديم) عندما صعد إلى أورشليم تنقى في البرية، متدربًا على نسيان العادات (الوثنية) المصرية، هكذا فإن الكلمة وضع لنا هذا الصوم المقدس الذي للأربعين يومًا، فنتنقى ونتحرر من الدنس، حتى عندما نرحل من هنا يمكننا بكوننا قد حرصنا على الصوم (هكذا) أن نصعد إلى جمال الرب العالي، ونتعشى معه، ونكون شركاء في الفرح السماوي. فانه لا يمكنك أن تصعد إلى أورشليم (السماء) وتأكل الفصح دون أن تحفظ صوم الأربعين. البابا أثناسيوس الرسولي |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|