منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 04 - 2023, 05:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

أيوب | صَارَ عُودِي لِلنَّوْحِ



صَارَ عُودِي لِلنَّوْحِ،
وَمِزْمَارِي لِصَوْتِ الْبَاكِينَ [31].
يرى القديس أغسطينوس أن أيوب هنا يتطلع إلى الروح القدس الذي يضرب على أوتار النفس البشرية، فيقيم منها عودًا ومزمارًا؛ تذوب النفس بحب البشرية في الرب. يقضي الإنسان حياته حزينًا على كل نفس متألمة، وباكيًا مع الباكين. هذه هي حكمة الله العاملة في الإنسان فيشارك الكل مشاعرهم، وهو في هذا يشعر بسلام فائق أثناء حزنه على الآخرين.
ويرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن المؤمن أشبه بوتر في عود أو قيثارة، إن ضُرب عليه بخفة شديدة لا يقدم صوتًا، وإن ضُرب عليه بشدة يسبب إزعاجًا. لذا يليق بالإنسان أن يسلك باعتدال في كل شيء، ففي نسكه لا يبالغ حتى لا يدمر حيويته، ولا يترك النسك كلية فلا يقدر أن يضبط جسده.
إننا أوتار مختلفة في قيثارة الله، نعمل معًا، فتخرج سيمفونية مبهجة يتقبلها الله ذبيحة تسبيح وشكر مقبولة ومرضية لديه. بهذا يتمتع المؤمن بالحياة السماوية بكونها حياة جماعية في الرب، كل عضو بمفردة يشعر بلمسات يّد الله العازفة به، ولكن بذات اليد تضرب على الأوتار الأخرى في تناغمٍ وتناسقٍ بديعٍ!
* يصعب علينا أن نشك - على ما أظن - أن أيوب في هذه العبارة يعني الروح القدس.
موضوع النقاش هو الحكمة، من أين تأتي إلى البشر، إنها لا تأتي من كثرة السنين، بل الروح القدس الذي (يسكن) في القابلين للموت والنسمة التي للقدير هي تعلم...
واضح تمامًا أنه لا يتحدث عن روح الإنسان في عبارة "الروح الذي في القابلين للموت". لقد أراد أن يظهر من أين ينال البشر الحكمة، فإنها ليس من عندهم... بنفس الطريقة في عبارة أخرى في ذات السفر يقول: "فهم شفتي لا يتأمل النقاوة. الروح الإلهي الذي شكلني ونسمة القدير تعلمني" (راجع أي 30: 3-4 LXX).
القديس أغسطينوس
"صار عودي للنوح، ومزماري لصوت الباكين" [31]. ليؤخذ في الاعتبار أنه إن ضُرب وتر العود خفيفًا جدًا لا يعطي صوتًا، وإن ضُرب بشدة عظيمة يُصدر صوتًا فظًا. هكذا فإن فضيلة النسك تصير بكاملها كلا شيء إن لم يروض الإنسان جسمه قدر المستطاع. لكنها تُستخدم بطريقة خاطئة إن أرهق الإنسان جسمه أكثر مما يحتمل. فإنه بالنسك تتآكل نقائص الجسد، وليس الجسد نفسه، ويليق بكل أحدٍ أن يضبط نفسه بنظامٍ دقيقٍ، بحيث لا يتشامخ الجسد فيخطئ، ومع ذلك يُسند ليمارس البرّ. يقول الكارز العظيم: "أميتوا أعضاءكم التي على الأرض" (رو 3: 5). ومع هذا كتب إلى الكارز المحبوب لديه جدًا: "استعمل خمرًا قليلًا من أجل معدتك، وأسقامك الكثيرة" (1 تي 5: 23).
البابا غريغوريوس (الكبير)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عُودِي إلَى رَاحَةِ بَالِكِ يَا نَفْسِي فَاللهُ سَيَهْتَمُّ بِكِ | مز‬ ١١٦‬ : ٧
عُودِي إلَى رَاحَةِ بَالِكِ يَا نَفْسِي فَاللهُ سَيَهْتَمُّ بِكِ
وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدً
لاَ صَارَ مَكْتُومًا إلاَّ لِيُعْلَنَ
ليس من محنة في الوجود خطيرة ومخيفة سوى محنة واحدة، هي محنة الخطيئة


الساعة الآن 09:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024