منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 04 - 2023, 02:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

أيوب | لَبِسْتُ الْبِرَّ فَكَسَانِي


لَبِسْتُ الْبِرَّ فَكَسَانِي.
كَجُبَّةٍ وَعَمَامَةٍ كَانَ عَدْلِي [14].
لم تكن تصرفاته الحانية -إذ لم يسمح لأحدٍ أن يُظلم أو يُهان، ولا لمحتاجٍ أن يُذلَّ- تمثل دورًا معينًا يلتزم به، بل كانت ثوبه الذي لم يخلعه. لقد حسب هذه الأعمال ليست أمرًا ثانويًا في حياته، بل هي أمر ضروري، بدونها يتعرى أمام الله نفسه، فيرجع إلى حال أبويه آدم وحواء، وهما يستظلان تحت التينة في خوفٍ ورعدةٍ، مع عريٍ وخزيٍ!
حسب أعمال البٌر ليست هبة منه يمنحها للغير، بل عطية إلهية تكسوه بالمجد. إنها عمامة (إكليل) ملوكية! لم يكن يلبس تاج الملوكية للافتخار والكرامة، إنما كان تاجه هو العدالة والرحمة. لم تكن كرامته في الثوب الملوكي الأرجواني ولا التاج ولا الصولجان لكن كرامته ودفئه في ثوب البرّ وإكليل الحق.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن أيوب لبس البٌر كعباءة، أو كمن يرتدي ثوب القاضي. ليس من أحدٍ قام بتعيينه قاضيًا للناس، لكن حياته الفاضلة المقدسة دفعته لهذا العمل، وأخضعت الناس لقبول حكمه في القضايا برضا. كما أن حياة موسى الفاضلة هيأته للعمل القيادي، هكذا بالنسبة لأيوب، فإن ممارسته للعمل القضائي جاء طبيعيًا من حياته الفاضلة.
* يقول: "لبست البٌر"، فإنه يوجد أشخاص لهم مكانة أعظم من غيرهم، لكنهم كثيرًا ما يمارسون الظلم. لم يكن هذا حال أيوب، إذ عاش على الدوام في طريق البرّ.
"لبست البٌر مثل عباءة"، أي هو حلتي للتزين. البعض يستاءون من هذا العمل، يتذمرون ويشعرون أنه عمل مرهق وشاق، لكنني أنا لست هكذا... ومع هذا من أقامه كقاضٍ؟ هذا صادر عن شخصه، بسبب فضيلته، وذلك كموسى. هذا ما يليق أن يكون عليه الرجال. أما من يجحد الفضيلة، فيجعل عليه ولاة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* نلتزم بإدانة أنفسنا، حتى عندما يكون الأمر ضدنا يتحول لصالحنا، إذ نصير متهمين لأنفسنا، ندين خطايانا. ويقول الكتاب: "الصديق يتهم نفسه في بدء حديثه" (راجع أم 18: 17). وأيضًا يقول: "لبست البرّ فكساني كجبةٍ" (أي 29: 14). عادة ما يكون ثوبنا الحالي بلاشك عدة مسلحة للحرب عن أن يكون ثوبًا للسلام، مادمنا لا نزال نخضع للشهوة، لكن الأمر يختلف عندما يتبدد آخر عدو لنا، ويكون برنًا كاملًا وتامًا دون وجود عدوٍ يتحرش بنا .
القديس أغسطينوس
*الإنسان الذي أراد أن يؤذي يعقوب لم يكن قادرًا أن يرسله فارغًا (تك 29:31). لأن الشخص الحكيم لن يكون فارغًا قط، بل دائمًا يرتدي ثوب التعقل، وقادر أن يقول: "أكتسي بالبرّ، وأرتدي بالعدل" (أي 29: 14) كما قال أيوب. بالحق هذه هي السترة الداخلية للروح، ولا يستطيع أحد أن ينزعها ما لم يخلعها الإنسان نفسه بتصرفه المخطئ. بالحق وُجد آدم عاريًا ومجردًا (تك 3: 10-11)، بينما لم يُوجد يوسف عاريًا حتى عندما خُلع منه ثوبه الخارجي، إذ كان ملتحفًا بثوب الفضيلة الآمن. لهذا لن يوجد الحكيم فارغًا. كيف يمكن أن يكون فارغًا؟ نفسه في ملِء، إذ تُحرس في الثياب التي قبلتها.
القديس أمبروسيوس
*الطريق إلى الحكمة ليس مثل إنسان يخرج من الماء إلى الهواء، فإنه في اللحظة التي يصعد فيها على وجه الماء يتنفس فجأة بحريةٍ، وإنما كإنسان يخرج من الظلمة إلى النور، هذا الذي يشرق عليه النور تدريجيًا كلما تقدم. فمادام هذا لا يتحقق بالكامل نتكلم عن الإنسان كمن يتمتع بالنور تدريجيًا. إذ يقترب من مدخل الكهف، فأي نور يقتنيه يصدر عن النور الذي يتقدم فيه، وما يتبقى من الظلام فيه يصدر عن الظلام الذي يتركه. لهذا فبحق في نظر الله "لا يتبرر حيٌ" (مز 2:143). ومع هذا فإن "البار بالإيمان يحيا" (حب 4:2), فمن جانب يلبس القديسون البرّ، ومن جانب آخر، لا يعيش أحد بلا خطية تمامًا. يخطئ البعض كثيرًا والآخر أقل، وأفضل البشر من يخطئ أقل جدًَا.
القديس أغسطينوس
* "لبست البٌر فكان لباسي" [14]. بالتأكيد عندما نرتدي ثوبًا نكون محوطين من كل جانب. هكذا يرتدي بالبرّ كما بثوبٍ من يدافع عن نفسه من كل جانب بالممارسة الصالحة، ولا يترك جزءً ما من سلوكه مُعرى للخطية. فمن كان بارًا في بعضٍ الأعمال، وظالمًا في أخرى يكون كمن غطى جانبًا وترك الجانب الآخر عريانًا. الأعمال الصالحة التي تتدنس بعد ذلك بأفعالٍ شريرة لا تنتج صلاحًا. فقد قيل بسليمان: "من يعصى في أمرٍ واحدٍ يخسر الكثير من الأمور الصالحة" (جا 18:9 الفولجاتا). ويقول يعقوب: "لأن من حفظ كل الناموس، وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرمًا في الكل" (يع 10:2). وقد شرح باجتهاد هذه العبارة بإضافته: "لأن الذي قال لا تزنِ... قال أيضًا لا تقتل، فإن لم تزنِ ولكن قتلت، فقد صرت متعديًا الناموس".
هكذا نتطلع بعيني القلب إلى كل الاتجاهات، فنكون حريصين بكل اجتهاد في كل جانبٍ. لذلك بحقٍ قيل أيضًا بسليمان: "فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أم 23:4). فقبل التحفظ أضاف أولًا "كل". بالتأكيد يليق بكل أحدٍ أن يفحص نفسه باجتهادٍ من هذا الجانب وذاك الجانب. ومادام هو في هذه الحياة يعرف أنه موضوع في معركة يخوض فيها ضد أعداء روحيين، لئلا يفقد المكافأة التي ينالها خلال مجموعة معينة من الأعمال بمجموعة أخرى. لئلا من جانب يسد الباب في وجه العدو، لكنه يفتح بابًا له من جانب آخر. فإنه إن كانت مدينة ما بمتاريس واقية عظيمة ضد أعداء مخادعين، ومحصنة بأسوارٍ قوية، ويحميها حرس لا ينامون من كل جانب، لكن وُجدت فتحة وحيدة غير محصنة وذلك خلال الإهمال، فإن العدو بالتأكيد يدخل...
فذاك الفريسي الذي صعد إلى الهيكل ليصلي، لنسمع كيف كان لمدينة نفسه حصون، إذ يقول: "أصوم مرتين في الأسبوع، وأعشر كل ما أقتنيه". ذاك الذي يقول: "أشكرك" بالتأكيد وضع حصونًا غير عادية. ولكن لننظر أين ترك فتحة بلا دفاع تجاه خطط العدو. "إني لست مثل هذا العشار" (لو 11:18-12). ها أنتم ترون كيف فتح مدينة قلبه لخطط العدو خلال مديحه لنفسه، المدينة التي عبثًا أحكم إغلاقها بالصوم والصدقة.
البابا غريغوريوس (الكبير)

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كَهَنَتُكَ يَلْبَسُونَ الْبِرَّ وَأَتْقِيَاؤُكَ يَهْتِفُونَ
مزمور 104 | مَجْدًا وَجَلاَلًا لَبِسْتَ
مزمور 104 | مَجْدًا وَجَلاَلًا لَبِسْتَ
مزمور 85 | الْبِرُّ قُدَّامَهُ يَسْلُكُ
لأَنَّ الْبِرَّ خَالِدٌ


الساعة الآن 08:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024