05 - 04 - 2023, 02:07 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لِيَكُنْ عَدُوِّي كَالشِّرِّيرِ،
وَمُعَانِدِي كَفَاعِلِ الشَّرِّ [7].
إذ كان أيوب في حالة ذهول من اتهام أصدقائه له بأنه شرير يستحق تأديبات أقسى مما حلت به، وأنه يلزم أن يتوقع هلاكًا تامًا، أكد لهم أنه ليس بالإنسان الشرير كما كانوا يتصورون. الآن يقول لهم إنه أبعد ما يكون عن أن يقبل أي طريق شرير أو يجد فيه لذة، فإنه لو كان له عدو لدود جدًا لتمنى له أن يكون شريرًا، إذ ليس شيء أسوا من هذا. هذا لا يعني أنه يكره أشخاصًا كأعداء له وأنه يشتهي لهم أن يكونوا هكذا، وإنما من قبيل إظهار مدى كراهيته للشر، وذلك كما قال دانيال النبي لنبوخذ نصر: "الحلم لمبغضيك" (دا 4: 19).
كأن أيوب يقول له إنه يشتهي أن يكون في أي وضعٍ كأن يصير فقيرًا أو عبدًا محتقرًا أو فاقدًا لأولاده، ولا يكون شريرًا، فإن الخطية خاطئة جدًا" (رو 7: 13). وكما يقول السيد المسيح: "الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: 34). ويقول الرسول يوحنا: "كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضًا، والخطية هي التعدي (1 يو 3: 4)؛ "من يفعل الخطية فهو من إبليس، لأن إبليس من البدء يخطئ، لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس (1 يو 3: 8).
* "ليكن عدوي كالشرير". أحيانًا تأتي كلمة "مثل" لا للتشبيه بل لتصوِّر واقعًا. مثل: "رأينا مجده مجدًا كما لوحيدٍ للآب" (يو 14:1). هنا كلمة "كما" تأتي للتأكيد وليس للتشبيه.
البابا غريغوريوس (الكبير) * تؤذي الخطايا النفس بخطورة أعظم من أذية الدود للجسم. ومع هذا فنحن لا ندرك فسادها، ولا نشعر بإلحاح ضرورة التطهر منها. وذلك كالسكران الذي يعجز عن أن يعرف كيف أن مذاق الخمر مشمئز، أما المتعقل فيمكنه تمييز ذلك بسهولة. هكذا بالنسبة للخطايا، فمن يعيش في وقارٍ يميز بسهولة الوحل والفساد، وأما من يعيش في الشرٍ فيكون كالمخمور بالمسكر، فلا يتحقق من أنه مريض. هذا هو أشر ما في الخطية أنها لا تسمح للساقطين فيها أن يدركوا حالة المرض الخطير التي هم فيها، وإنما يكونون كمن يرقدون في وحلٍ ويظنون أنهم يتمتعون بالأطياب. فليس لديهم أدنى رغبة للتحرر. وإذ يعمل فيهم الدود يفتخرون كمن لديهم حجارة كريمة. لهذا لا يريدون قتلها، بل أن ينعشوها ويضاعفوها حتى تعبر بهم إلى الدود الذي في الحياة العتيدة.
|