ان إرادتنا الحرة هي الشيئ الوحيد الذي نمتلكه فصحتنا وغِنانا وقوتنا كلها يمكن لله ان يأخذها مرة أخرى منا ولكن حريتنا قد تركها لنا. وبما ان حريتنا هي ملك لنا فهي العطية الوحيدة الكاملة والتي يمكننا ان نقدمها الي الله. وعندما نقدم حريتنا الي الله كهدية – عندما نحيا كخدام للرب مثل ما فعلت مريم- فحياتنا لن تكون محرومة بل ستصبح اكثر ثراء. اذا ما ترك لنا حرية إدارة حياتنا فسنميل ان نتخذ قرارات مبنية على رؤية محدودة للحياة سنتبع طبيعتنا الساقطة ورغباتنا المضطربة فنحن عبيد لمئات المخاوف وعدم الآمان والضعفات ونعتقد اننا بعد احرار ونتحكم في حياتنا. انه فقط بالتعلم ان نتخلى عن حريتنا لنفعل ما عليه نحن في بشريتنا الساقطة فنريد ونرغب أولا ان نضع ثقتنا الكاملة في يد الله الذي يدبر حياتنا حسب مشيئته فهو وحده الذي يعرف في الحقيقة الشيئ الحسن والصالح لنا ويرغب في سعادتنا الي المنتهى