منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 03 - 2023, 12:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,884

طلبة العذراء المجيدة – “البشارة -4”








طلبة العذراء المجيدة – “البشارة -4”



فقالت مريـم هوذا أنـا أمـةُ الرب ليكن لي كقولك. فمضى من عندهـا الـملاك”(لوقـا 38:1) – هنا جاءت اللحظة الحاسمة التى تنتظرهـا البشريـة. ماذا ستقول مريـم؟. ان اللـه يحترم تمامـا إرادة الإنسان،و قبول هذا الأمر ليس بالهيّن، لهذا لم يتركها الـملاك حتى يسمع قبولهـا أو رفضهـا للدعوة والخدمـة والخضوع لـمشيئة الله ومن أنهـا ستقبل طائعـة وبكامل إرادتهـا أن تصبح أمـا لقدوس اللـه والـمسيّا التى تنتظره هـى أولاً وباقـى البشر. وقبلت مريـم أن تكون خاضعـة للـه كعبدة بكل كيانها وقلبها وجسدها وفكرها.

انها دائما قصة حب وصلت ذروتها ما بين روح النور وعروس الروح. انه شيئا يمكنه ان يحدث

لأي شخص الآن ومع هذا فانه لا يمكنه ان يحدث لأي فرد بتلك الطريقة من الخضوع والاستسلام

ولكن من اجل انها فتاة من الناصرة احبت الله من كل القلب والفكر والارادة.

عندما سلّمت مريم نفسها الى الله فكان في الحقيقة ذلك معجزة سماء جديدة وارض جديدة، الروح القدس دخل الى العالم ومعه النور والحكمة والحب والصبر والثبات والفرح دخل الى قلب وعقل البشر وفي نظر الله ربيع من الجمال قد استيقظ في العالم. في تفريغ عذري كامل لفتاة من الناصرة قبلت ان يحل في احشائها المسيح فكان بمثابة اتحاد الله مع البشرية فامتلأت الأرض بالفرح والسلام.

ان العالم بأسره كان في انتظار ان تلك التى اختيرت ان تقبل بكامل حريتها وتوافق، ولكن ياترى ما الذي تم سؤالها عنه ومطلوب موافقتها عليه؟

اولا ان يحل الروح القدس وان تخضع كيانها كفتاة صغيرة لم تتعدى ال 14 عاما الى الحب اللانهائي ونتيجة لذلك تصبح اما للمسيح. لم تسأل ان تفعل اي شيئ بنفسها ولكن لتدع شيئا يُفعل بها. لم تُسأل ان تتنازل عن اي شيئ ولكن ان تستقبل هدية لا يمكن تخيلها.

لم تُسأل ان تمارس نوع خاص من الحياة وان تسكن في الهيكل وتحيا كراهبة وان تزرع فضائل مناسبة او ان تطالب بإمتيازات خاصة. انها ببساطة ان تظل في العالم وان تستمر في ارتباطها بخطيبها يوسف وان تحيا حياة زوجة لحرفي وان تفعل ما كانت تنوي فعله كأن لاشيئ قد حدث. انه تقريبا يبدو اذا ما ان الله اصبح انسانا وان يولد من امرأة كأنه شيئا عاديا. كل شيئ حدث

سريّا وكأن لم يكن هناك بشارة او اعلان سماوي.

الشيئ الوحيد الذي سألها الله هو عطية بشريتها، فعليها ان تعطي الله جسدها وروحها بلا شروط وبناء على هذا فعليها ان تستمر في تكريس ذاتها بكليتها لله.

فقالت مريم “نعم” وقالتها من اجل البشرية جمعاء وكل شخص عليه ان يقول “نعم” ويستمر في قبول دعوة الله. إن إجابة القديسة مريم لرسالة الملاك جبرائيل فريدة في كل التاريخ الأنجيلي، ففي مشاهد البشارة بالميلاد ومشاهد للدعوة كما جاءت في العهد القديم كان الله او رسوله السماوي يتكلم في نهاية البشرى او الدعوة قبل ان يغادر المكان. إبراهيم وسارة وزكريا ووالداي شمشون مثلا لم يعطوا مقولة عظيمة بموافقتهم بعد استقبالهم للبشارة عن أبنائهم، وكذلك أيضا موسى او جدعون عندما دعاهم الله للمهمة التي اختارها لهما. وقفت القديسة مريم لتعطي اخر كلمة في

الحوار الذي دار مع الملاك وكلمات الموافقة والرضا يكشف كثيرا عن رغبة مريم ان تخدم الله.

هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»(لوقا38:1). هنا أولا وصفت مريم نفسها على انها شخص ما قد سلّم نفسه بالكامل وسلّم أيضا حريته فسلّمت بكل تواضع حريتها.

ان الكلمة اليونانية هنا والتي استخدمتها مريم ترجمت “آمة” (handmaid) او doule والتي في الحقيقة تعني خادم او عبد – شخص ما هو بالكامل ملك شخص آخر يمكنه ان يفعل به ما يشاء. هذا التعبير استخدم في العهد الجديد ليصف من هم قبلوا سلطة الله في حياتهم ليخدموا مشيئته “ وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضًا وَإِمَائِي”(اعمال18:2) و” وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ”(اعمال29:4) و ” «هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ”(اعمال17:16). كذلك القديس بولس تكلم عن نفسه بأنه عبد للمسيح: “بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ“(رومية 1:1) و(فيليبي1:1) و(غلاطية 10:1) وأيضا عبد لله:” بُولُسُ، عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(تيطس1:1).

هذا هو التعبير الذي استخدمته القديسة مريم لتصف نفسها من انها عبدة doule – خادمة للرب واهبة نفسها بكليتها لتميم رغبات الله. لقد سمعت من الملاك كل ما يخططه الله لها واستجابت بوضع حياتها كلها في يد الله. انها لم تفكر ان تلك المهمة لنفسها هي ولكن وجدت نفسها مختارة وموكل اليها شيئا عظيما لمجد الله الأعظم. كخادمة للرب اختارت ان لا تستخدم حياتها لأغراضها الشخصية ولكن حسب مشيئة الله. لقد وجدت مريم نفسها الآن أسيرة الي خطة الله الذي يريد خلاص البشرية ولقد سئلت ان تعطي نفسها ومستقبلها كله ” للروح القدس .. وقوة العليّ”. كان يمكنها ان تبقى هي المتحكمة وصاحبة الأمر ولكن بدلا من ذلك وضعت نفسها ملكا للرب وطرقه كتعبير حقيقي وعملي عن إيمانها «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». ان قبولهالتلك الدعوة جعلها حسب رواية انجيل لوقا اول شخص يخاطر بكل شيئ من أجل يسوع المسيح وتكون اول المؤمنين به.

ان إرادتنا الحرة هي الشيئ الوحيد الذي نمتلكه فصحتنا وغِنانا وقوتنا كلها يمكن لله ان يأخذها مرة أخرى منا ولكن حريتنا قد تركها لنا. وبما ان حريتنا هي ملك لنا فهي العطية الوحيدة الكاملة والتي يمكننا ان نقدمها الي الله. وعندما نقدم حريتنا الي الله كهدية – عندما نحيا كخدام للرب مثل ما فعلت مريم- فحياتنا لن تكون محرومة بل ستصبح اكثر ثراء. اذا ما ترك لنا حرية إدارة حياتنا فسنميل ان نتخذ قرارات مبنية على رؤية محدودة للحياة سنتبع طبيعتنا الساقطة ورغباتنا المضطربة فنحن عبيد لمئات المخاوف وعدم الآمان والضعفات ونعتقد اننا بعد احرار ونتحكم في حياتنا. انه فقط بالتعلم ان نتخلى عن حريتنا لنفعل ما عليه نحن في بشريتنا الساقطة فنريد ونرغب أولا ان نضع ثقتنا الكاملة في يد الله الذي يدبر حياتنا حسب مشيئته فهو وحده الذي يعرف في الحقيقة الشيئ الحسن والصالح لنا ويرغب في سعادتنا الي المنتهى

صلاة: يا قديسة مريم ساعدني وحامي عني كإبنا لك حتى أفوز بالسماء. آمين.

اكرام: ان هناك الكثيرين منا من يريدون ان يخدموا الله في حياتهم، ولكن فقط بطريقتنا نحن وبشروطنا نحن ونبني كل أنواع الحدود والقياسات والإشتراطات التي يمكن ان نسمح لله ان يقودنا. نحن نقول اننا نرغب ان نفعل مشيئة الله ولكن في الحقيقة جزء كبير منا يريد ان يتأكد اننا مازلنا يمكننا ان نبتغي بعض الأحلام والأشواق بينما نبتعد عن كل ما هو مخيف او مفروض علينا.

نحن نريد ان نبقى في حالة تحكم ولو بشيئ ما في حياتنا ورغباتنا. اليوم حاول ان تقوم بخدمة لشخص ما بدون اي جدال ومقدما هذا العمل اكراما لمريم العذراء.

فكر ملياً في ضميرك عند قيامك بأي عمل: هل ترضى به أمنا العذراء ؟

نافذة: يا آمة الرب صلي من أجلنا. يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيقونة البشارة المجيدة
صلاة طلبة القديسة العذراء مريم المجيدة
في ختام الشهر المريميّ طلبة العذراء المجيدة مريم
طلبة العذراء المجيدة
طلبة العذراء المجيدة


الساعة الآن 03:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024