رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تُرْهِبُهُ أَهْوَالٌ مِنْ حَوْلِهِ، وَتَذْعَرُهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ [11]. يتحدث هنا عن الخراب نفسه المحفوظ للأشرار في العالم الآخر، والذي يحل بهم بصورة ما في هذا العالم. أول هذا الدمار هو ما يحل بقلبه من أهوال تهز كل كيانه تبلغ عند رجليه اللتين لا تحملانه. هذه الأهوال الصادرة عن شعوره بالإثم هي عربون للأهوال التي سيعانيها بعد موته. كل ما حوله يرعبه، حتى يُقال عنه "يهرب ولا طارد" (أم 28: 1)، لأن ما يطارده ليس ما حوله بل ما هو في داخله. "لا سلام قال الرب للأشرار" (إش 48: 22). "طريق السلام لم يعرفوه، وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لأنفسهم سُبلًا معوجة، كل من يسير فيها لا يعرف سلامًا" (إش 59: 8). "ويشفون كسر بنت شعبي على عثم قائلين: سلام سلام، ولا سلام" (إر 6: 14؛ 8: 11). "انتظرنا السلام ولم يكن خير، وزمان الشفاء، وإذا رعب" (إر 8: 15). "من أجل أنهم أضلوا شعبي قائلين: سلام وليس سلام، واحد منهم يبني حائطًا وها هم يملطونه بالطفال" (حز 13: 10). "أي أنبياء إسرائيل الذين يتنبأون لأورشليم ويرون لها رؤى سلام ولا سلام يقول السيد الرب" (حز 13: 16). * والآن فإن أولئك الذين لا يحفظون العيد... هؤلاء مُقدِمون على أيام حزن لا سعادة، لأنه "لا سلام قال الرب للأشرار" (إش 22:48). وكما تقول الحكمة إن الفرح والسعادة منتزعان عن فمهم. هكذا تكون أفراح الأشرار. * لأنه ماذا يعني العيد سوى خدمة النفس؟! وما هي هذه الخدمة إلا الصلاة الدائمة لله والشكر المستمر؟! فغير الشاكرين، البعيدين عن هذا هم بالحق محرومون من الفرح النابع من هذا، لأن الفرح والبهجة منزوعان عن أفواههم، ولذلك فإن الكلمة (الإلهية) لا تسمح لهم أن يكونوا في سلام، إذ لا سلام للأشرار قال الرب (إش 22:48)، إنما يعملون في ألم وحزن. القديس أثناسيوس الرسولي البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|