منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 03 - 2023, 01:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

أيوب | دمار تام للأشرار


دمار تام للأشرار

يُدْفَعُ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلْمَةِ،
وَمِنَ الْمَسْكُونَةِ يُطْرَدُ [18].
يُدفع الشرير مما يظنه نورًا في هذا العالم بسبب ما ناله من الراحة إلى ظلمة القبر، ومنها إلى الظلمة الخارجية، حيث "لا يعاينون النور إلى الأبد" (مز 49: 19)، ولا يكون لهم رجاء قط.
يُطرد الشرير من المسكونة، أي من ملذات العالم الذي كان يظن أنها مسكونة، فيخرج كما مع أبويه الأولين آدم وحواء من الجنة. هكذا يُطرد من حجال العريس السماوي حيث لا موضع له، ويبقى في الظلمة الخارجية أبديًا.
* "محوت اسمهم إلى الدهر والأبد" (مز 9: 5). إنك تدَّمرهم تمامًا، تستأصلهم من أصولهم، وتمحوهم فتختفي ذكراهم أيضًا... "باد ذكرهم بتحطيم" وفي نص آخر "باد ذكرهم معهم". ماذا يعني بقوله: "بتحطيم"؟ إنه يتحدث عن تدميرٍ تامٍ، أو عن بشاعة الشرور. وهذه في الواقع علامة عناية الله، أنه لا يفعل هذا سرًا، حتى يُصلح من حال الناس خلال مصائب الآخرين. لذلك يشير إلى شهرة الدمار الذي يحل بهم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "عينا الرب نحو الصديقين وأذناه إلى صراخهم" (مز 34: 15)... ربما تقول: لقد صرخت إليه، ولكني لازلت في محنة. فقط تمسك بطرقه، وعندما تكون في محنة يسمع لك.
هو طبيب، ويقدم لك نوعًا من التطهير. إنك تصرخ، لكنه يبقى يقطع ولا يرفع يده حتى يقطع حسب مسرته. فإن الطبيب الذي يسمع للشخص ويتوقف عن أن يجرح ويطهر إنما هو قاسي.
الأمهات تواصلن في استحمام أطفالهن من أجل صحتهم. أما يصرخ الأطفال بين أياديهن؟ هل هؤلاء قاسيات لأنهن لا يتوقفن ولا يبالين بدموع أطفالهن. ألسن مملوءات حنانًا...؟ هكذا فان الله أيضًا مملوء حبًا، لكنه يبدو كمن لا يسمع. إذ لا يتوقف حتى يشفينا أبديًا.
ربما يقول الشرير، إنني أفعل الشر وأنا في أمان، لأن عيني الرب ليست نحوي، إنما الرب يصغي للأبرار، وليس لي، أفعل ما أريد وأنا في أمان. إذ يرى الرب أفكار البشر قيل: "وجه الرب ضد عاملي الشر، ليقطع من الأرض ذكرهم" (مز 34: 16) .
القديس أغسطينوس
* "يدفعه من النور إلى الظلمة" [18]. يُدفع الإنسان من النور إلى الظلمة عندما يسقط تحت دينونة أبدية بسبب محبة نوال كرامة الحياة الحاضرة.
البابا غريغوريوس (الكبير)
ظن بلدد وأصدقاؤه أن اسم أيوب سيُباد عن الأرض، لأنه شرير. هكذا أيضًا أراد اليهود إبادة اسم يسوع بصلبه، ليقوم عوضًا عنه اسم اللص باراباس. لكن باد اسمهم وبقي اسم يسوع ممجدًا، وسيتمجد إلى الأبد. وما وُجِّه ضد أيوب وضد السيد المسيح يبقى العالم يوجهه ضد الكنيسة لكي يُباد اسمها من الأرض، مقدمًا اتهامات مستمرة ضدها. لكن تبقى الكنيسة العروس المقدسة، تشهد حياتها لغنى نعمة الله الفائقة، وتتمتع بشركة المجد أبديًا.


لاَ نَسْلَ وَلاَ ذُرِّيَّةَ لَهُ بَيْنَ شَعْبِهِ،
وَلاَ بَاقٍ فِي مَنَازِلِهِ [19].
الإنسان الروحي شاهد حي لإنجيل المسيح، يقتني الكثيرين كنسلٍ له في الرب. فالرسول يوحنًا يدعو الذين يخدمهم "يا أولادي". ويتحدث الرسول بولس عن تلميذه أنسيموس قائلًا: "الذي ولدته في قيودي" (فل 10). أما الشرير فحتى وإن كان له أبناء كثيرون حسب الجسد، لكنه يكون بلا ابن ولا حفيد يتمتع بثروةٍ ما ويحمل اسمه وذكراه.
يرى البابا غريغوريوس (الكبير)أن هذا القول لا ينطبق على أيوب البار، إنما على إبليس الشرير، كما ينطبق على ضد المسيح الذي يظن أنه يملك على العالم كله.
ينطبق هذا القول على كل الأشرار، خاصة يهوذا الذي خان سيده من أجل محبته للفضة، فقد قيل عنه: "لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابًا، ولا يكُن فيها ساكن، وليأخذ وظيفته آخر" (أع 1: 20).
"العدو تمَّ خرابه إلى الأبد" (مز 9: 6).
"لتصر دارهم خرابًا، وفي خيامهم لا يكن ساكن" (مز 69: 25).
* "لا نسل ولا عقب له بين شعبه، ليس من بقية له في جوانبه" [19]. فإنه مكتوب أن الرب يسوع: "يبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه" (2 تس 2: 8). وهكذا إذ ينتهي شره في نفس الوقت مع نهاية العالم "لا يكون له نسل وسط شعبه"، حيث يُدفع هو وشعبه معًا على ذات المستوى إلى العقوبة. كل الأشرار الذين سلكوا في الشر بناء على نصيحته الشريرة يُضربون ببهاء مجيء الرب بخرابٍ أبدي، مع رئيسهم هذا (الشيطان). لا يكون له نسل يبقى في العالم، حيث ينهي الديان العادل شرور هذا في وقتٍ واحدٍ مع نهاية العالم. الآن تُفهم هذه الكلمات على أنهما خاصة بضد المسيح حيث أضيف إليها: "يتعجب من أيامه المتأخرون، ويقشعر الأقدمون" [20].
البابا غريغوريوس (الكبير)
*"لكن الغرباء يسكنون في موضعه" [19 LXX]. قد أُعدت بركات الدهر الآتي بالكلية للجميع، إن أرادوا السير في سبيل الله (مز 25: 10). قد أُعدت المواضع هناك للكل (يو 14: 2-3)، إن أرادوا أن يكونوا يقظين. لكن يمكنهم أن ينفتحوا لتدخل فيهم (الشياطين أو الخطايا) الذين لا يسلكون طريق الله. لهذا قال: "الغرباء أيضًا يعيشون في موضعه"، بمعنى أن الذين يسلكون طريق الله يعيشون بعيدًا عن الأشرار (الأرواح الشريرة).
الأب هيسيخيوس الأورشليمي


يَتَعَجَّبُ مِنْ يَوْمِهِ الْمُتَأَخِّرُونَ،
وَيَقْشَعِرُّ الأَقْدَمُونَ [20].
إذ تحل بالشرير اللعنة ويسقط في تغيير مُر مفاجئ لم يكن يتوقعه أحد، ولم يسمع عنه السابقون له كما اللاحقون، في دهشة يصرخون: "يا رب ما أهيب أحكامك؟" (مز 66: 3).
عنصر المفاجأة لما سيحل بالأشرار خاصة في يوم الدينونة يدهش له الأبرار السابقون له، وأيضًا المعاصرون له. فإنه مهما وُصف التعب الذي يحلَ بهم لا يُمكن أن يعَّبر عما سيعانون منه. وبنفس الطريقة بالنسبة للأبرار حيث لا يمكن لذهن إنسانٍ أن يتخيل المجد المُعد لهم.
ولعله وهو يتحدث هنا عن الأشرار يتكلم عن أخطرهم وهو ضد المسيح الذي يظهر كملكٍ صاحب سلطانٍ، تخضع له شعوب كثيرة، ويسيطر على منافذ العالم، لكنه فجأة ينهار حيث يرسل الله عونًا لكنيسته، ويحل الدمار بضد المسيح.
* "يتعجب من أيامه المتأخرون، ويقشعر الأقدمون" [20]. فإنه سينحل (الشيطان) ليقف ضد الأبرار بشرٍ هذا مقداره، حتى أن قلوب المختارين تُضرب برعبٍ ليس بقليل. مكتوب: "حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا" (مت 24: 24). قيل هذا بوضوح ليس لأن المختارين سيسقطون، وإنما لأنهم سيرتعبون بمخاطرٍ مرعبةٍ.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* "يئن المتأخرون في أعماقهم من أجله، وتمسك الدهشة بالأقدمين" [20]. يدعو بلدد الذين يتأهلون لنوال الأجرة في الساعة الحادية عشر (مت 20: 9)، خلال التوبة بالمتآخرين. بحق يتنهدون على الأشرار، متسائلين في أنفسهم لماذا لم يشتهِ هؤلاء أيضًا أن ينالوا الرخاء الروحي خلال التوبة النافعة.
"وتمسك الدهشة بالأقدمين"، هؤلاء الذين من البداية تمموا وصايا الله... بمعنى كيف أنه حتى في نهاية الزمن لم يذعن هؤلاء (الأشرار) لوصية الله.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي




إِنَّمَا تِلْكَ مَسَاكِنُ فَاعِلِي الشَّرِّ،
وَهَذَا مَقَامُ مَنْ لاَ يَعْرِفُ اللهَ [21].
هذا ما يحل بمساكن الأشرار من خرابٍ ودمارٍ، وبؤسٍ وشقاءٍ. "الذين لا يعرفون الله تنتظرهم النقمة" (2 تس 1: 8). ما هو مسكن الأشرار الذين أصروا على عدم معرفتهم لله، سوى جهنم الأبدية.
يقول القديس هيبوليتس Hippolytusفي مقاله Against Plato, on the Cause of the Universe ، إن كان هذا العمل أصيلًا، ُتقاد النفوس بعد الموت بواسطة ملاك حارس إلى الجحيم، إلى موضعٍ متسعٍ ومظلمٍ، تبقى هناك حتى يوم القيامة، بعضها نفوس شريرة تستحق العقوبة المؤقتة على شرها، كعربون للعقوبة الأبدية التي تنتظرهم. إنها تبقى بجوار بحيرة النار التي هي جهنم، ترى لهيبها، وتشتم دخانها، وتمتلئ رعبًا من أجل الدينونة القادمة ، أما الأبرار فيُقادون إلى مكان أكثر بهاء، وأكثر بهجة من العالم السفلي يدعى "حضن إبراهيم" حيث يتمتعون بالشركة مع الملائكة والبطاركة (الآباء)، ويفرحون برؤية المكافأة المقبلة.
لم يرد القديس يوحنا الذهبي الفمأن يتحدث عن موضع جهنم سوى أنها "خارج هذا العالم" . لكنه تحدث في شيء من التفصيل عن لعناتها. ففي إحدى عظاته يقول عنها:
[إنها بحر من النار، ليس بحرًا من ذات النوع بالأبعاد التي نعرفها هنا، بل أعظم وأعنف، بأمواج نارية، نيران غريبة مرعبة. توجد هناك هوة عظيمة مملوءة لهيبًا مرعبًا. يمكن للإنسان أن يرى النار تخرج منها من كل جانب مثل حيوان مفترس...
هناك ليس من يقدر أن يقاوم، ليس من يقدر أن يهرب.
هناك لا يُرى وجه المسيح الرقيق واهب السلام في أي موضع.
وكما أن الذين صدر عليهم الحكم بالعمل في المناجم هم أناس عنفاء، لا يرون بعد عائلاتهم، بل الذين يسخرونهم، هكذا يكون الأمر هناك، ولكن ليس بالأمر البسيط هكذا، بل ما هو أردأ بكثير. لأنه هنا يمكن أن يقدم الإنسان التماسًا للإمبراطور طالبًا الرحمة، وقد ُيعفي عن السجين، أما هناك فلن يحدث هذا. إنهم لن يخرجوا بل يبقوا، يحتملون عذابات لا يمكن التعبير عنها .]
مرة أخرى يقول إن النيران هناك لا تفني الإنسان، ولا تعطي نورًا، بل تحرق على الدوام. إذ تتحول الأجساد المقامة الُمدانة إلى عدم الفساد لهذا تبقى تعاني العذابات أبديًا.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن درجات العذابات في الجحيم مختلفة، تعتمد على مدى خطايا الإنسان ، لكن الكل يسقط تحتها أبديًا. يقول أيضًا إن الله يعد جهنم، حتى لا ُيلقى أحدًا فيها .
* مستحيل أن يكون عذابات جهنم غير موجودة.
* هذه العذابات ليست لمجرد تحقيق العدل الإلهي، لكنها وضعت لحث البشرية على التوبة والامتناع عن الخطية.
* إن كان الله يهتم ألاّ نخطئ وإن ندخل في متاعب كهذه لتصحيحنا، فواضح أنه يعاقب الخطاة ويكلل الأبرار .
القديس يوحنا الذهبي الفم
*أتعجب كيف أن الإنسان يستهين بالنار في يوم الدينونة. يخافون من لهيب الفرن، ولا يبالون بنار جهنم، وكأنها لا شيء. لماذا هم هكذا عديمو الحس وغافلين عن الأمر؟ لماذا قلوبهم منحرفة إلى هذا الحد؟
القديس أغسطينوس
*"هل هذا أيضًا هو موضع الذين لا يعرفون الرب؟" [21 LXX].من هم هؤلاء الذين لم يقبلوا هذا (الموضع)؟ وكيف؟ يعلن لنا الابن الوحيد هذا (الموضع) بوضوح: "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته، لأني جعت فلم تطعموني، عطشت فلم تسقوني" (مت 25: 41-42)... لكنكم لا تشكون أن بلدد استطاع أن يفهم ذلك أو ينطق به، لأن الناموس الطبيعي يُعلن حكم الله. كل البشر، حين يقبلون في حياتهم الناموس الطبيعي بطريقة سليمة يعرفون ما ينتظره الأبرار وما ينتظره الخطاة. وأيضًا الذين يعصون لا يمكنهم أن يعتذروا أمام الديان العظيم المهوب. لكن بلدد يستحق اللوم والاحتقار بالأكثر لأن مع معرفته ما هو للأشرار خلطهم بأيوب بطريقة خسيسة. إنه بهذا يشبه الذين يدعون الزناة عفيفين، والجشعين أبرارًا، والمرائين متواضعين...
أما بالنسبة لنا فلنميز الصالحين عن الطالحين، وإذ نمدح الأبرار نقدس كلماتنا ونطهر قلوبنا. وفي نفس الوقت لنكرس أجسادنا ونفوسنا وهياكل نفوسنا بغيرتنا مع تقديرنا للأبرار وتمجيدنا لله، الذي يُسر بكرامة خدامه. له المجد على دهر الدهور. آمين.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
* صرير الأسنان (كما وصفه الرب في جهنم الأبدية) ليس صرير أسنان جسدية، وليس الدود أيضًا جسديًا. لم تكتب هذه الأمور إلا لأن الدود يظهر مع الحمى الشديدة (المرض)، وكذلك من لا يتوب ويطهر من خطاياه سوف يحترق في ناره ويأكله دوده (أعماله). ولهذا كتب إشعياء سيروا في نيرانكم، والشرار الذي أوقدتموه (إش 50: 11). إنها نيران كآبة الخطية ونتيجتها. إنها كدودٍ، لأن خطايا النفس تطعن العقل والقلب، وتأكل أحشاء الضمير.
القديس أمبروسيوس
* "بالتأكيد، تلك هي مساكن الأشرار، وهذا مقام من لا يعرف الله" [21]. فقد قال قبلًا: "يدفعه من النور إلى الظلمة، ومن المسكونة يُطرد" [18]. ويلحق بمآسيه الآتي: "بالتأكيد، تلك هي مساكن الأشرار، وهذا مقام من لا يعرف الله". هذا الذي يفتخر الآن بأنه لا يعرف الله يُدفع إلى مسكنه، عندما يقحمه شره إلى الويلات، فيجد نفسه يومًا ما في ظلمة موضعه، بينما جعل من نفسه سعيدًا هنا في نور الأبرار المزيف، فكان يحتل مكان غيره. فإن الأشرار في كل ما يفعلونه بخداعٍ يجاهدون أن يقتنوا لأنفسهم لقب "الصديق"، كمن يحتلون مكان الغير. لكنهم عندئذ يُحضرون إلى موضعهم عندما يُعذبون بنارٍ أبديةٍ كثمرة إثمهم.
البابا غريغوريوس (الكبير)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
والذي يُقَدِّم خبزًا وخمرًا للأشرار، يُقَدِّم العون للأشرار من أجل شرِّهم
زوادة اليوم: حمار يقلّد حمار : 1 / 6 / 2023 /
يصف أيوب النصيب البائس للأشرار
كل محنة إما هي عقاب للأشرار أو اختبار للأبرار
حمار يقلد حمار .. اذن هو حمار


الساعة الآن 11:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024