نعم، إن النعمة تُجدِّدْ، وتُسدِّدْ، وتُنفِّعْ، وتُرفِّعْ.
لو لم يكن فِلِيمُون مسيحيًا، ولو لم يكتب بولس هذه الرسالة الرائعة، لكان على أنِسِيمُس أن يخشى العودة، فقد كان العبيد - في الإمبراطورية الرومانية - يُصلَّبون بسبب أخطاء أتفه من تلك التي ارتكبها أنِسِيمُس. فاللص والعبد الهارب لم يكن ينتظرهما سوي التعذيب حتى الموت. ولكن الآن وقد أصبح تحت سيادة المسيح، فقد تغيَّر كل شيء، فالسَيِّد الذي سُلبَ، يدين بالولاء للمسيح، والخطاب المُرسَل إليه مع عبده، كتبه له «بُولُسُ، أَسِيرُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (فليمون١). كما أن العبد قد أصبح الآن أخًا محبوبًا في المسيح، يُحبه بولس، وبالتأكيد سيُحبه فِلِيمُون أيضًا.
ولا يمكن تصوُّر أن التماس الرسول بولس هذا من جهة أنِسِيمُس كان عبثًا، فلا بد أن فِلِيمُون سيفعل أكثر مما طلب منه الرسول بولس، وعند زيارة بولس لكولوسي، سيجد ترحيبًا قلبيًا من كل من فِلِيمُون وأنِسِيمُس.