“لا تستصغر هرماسًا ضعيفًا، فقد يغدو نمرًا متوحشًا”. لا أُخفيك سرًا عزيزي القارئ أني وقفت أمام هذا المثل كثيرًا وقرأته عدة مرات، فكرت فيه طويلًا ولم يمرّ عليّ مرور الكرام، ولعلك سألت مثلي تمامًا: ما هو “الهرماس”؟ في الحقيقة كان المعنى غامضًا بالنسبة لي في البداية، وبعد البحث في أكثر من مرجع وجدت معناه، فهو صغير النمر.
والمثل المذكور أعلاه في معناه البسيط: لا تستَهِن بالأمور الصغيرة في بدايتها؛ فقد تتحول إلى أشياء صعبة بعد ذلك وخطيرة. وبعد التفكير، وجدت أن هناك ما يؤكد ذلك من الكتاب المقدس الذي هو كلمة الله الحية الفعالة، مثل «خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ» (نشيد٢ :١٥)، التي تؤكِّد أن الاستهانة بالأفكار الصغيرة في بدايتها وإعطائها حيِّزًا كبيرًا من الذهن للتفكير فيها وتنميتها، ينتج نتائج مريرة ومدمِّرة لأصحابها. وتأكيدًا للكلام المكتوب أعلاه سنتحدث عن شخصين من أشهر شخصيات الكتاب المقدس في العهد القديم، بل وفي الكتاب المقدس كله.