أما مرقس فيضيف لنا تفصيله هامة عن يعقوب ويوحنا ابني زبدي، فنقرأ «فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ» (مرقس ١: ٢٠)، ومن هذا نستنتج أنهما كانا أغنى ماديًا من سمعان وأندراوس، لأنهما من أصحاب السفن، ولديهم أجرى يعملون عندهم.
ورغم أن أي قائد مكان المسيح، سيسعى لاختيار تلاميذ من الأغنياء، لكي يدعموا خدمته، أو على الأقل لا يعول هم إعالتهم، لكن المسيح النزيه لا يفرق معه المستوى المادي أو الاجتماعي لتلاميذه، فكما دعا سمعان وأندراوس الفقيرين، فتركا «الشباك» حيث الأمان المادي لهما وتبعاه، كذلك دعا يوحنا ويعقوب الغنيين، فتركا «أبهما» حيث الأمان العائلي وتبعاه أيضًا؛ فالمسيح لا يشترط الغنى، ولكن الترك.