رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعرفة والإيمان هذا هو هدف الغنوسي عند القديس إكليمنضس السكندري أن يتعرف على الله (الحق) ويراه وجهًا لوجه، أي يعبر إلى كمال المعرفة من خلال الإيمان، وذلك خلال خبرة الحياة النقيّة والتأمّل الدائم. فإن كنّا قد عبرنا من الوثنيّة إلى الإيمان، فيليق بنا أن نعبر من الإيمان إلى المعرفة ، لنرى الله ونعرفه. هذه المعرفة هي هبة إلهيّة نتقبّلها خلال الابن، وذلك بقبولنا إيّاه وتشبّهنا به؛ أي خلال نقاوة القلب، نعاين الله وندرك ما يبدو للآخرين غير مدرك. *يقولون إنهم يؤمنون ويعرفون، فيربطون الأمرين معًا. لأنه يجب على الإنسان أن يؤمن وأيضًا أن يفهم. ليس معنى أننا نقبل الأمور الإلهية بالإيمان أن نبتعد تمامًا عن أي فحص لها، بل نحاول بالحري أن نبلغ إلى معرفة معتدلة، كما يقول بولس: "كما في مرآةٍ كما في لغزٍ" (1 كو 12: 12). حسنًا إنهم لم يقولوا عرفوا أولًا ثم آمنوا، إذ يضعون الإيمان أولًا ويلحقونه بالمعرفة، ولكن ليس قبل الإيمان. كما هو مكتوب: "إن لم تؤمنوا لن تفهموا" (إش 7: 9 lxx). القديس كيرلس الكبير بماذا آمنا وعرفنا؟ "أنت المسيح ابن الله الحيّ" [69]، بمعنى أنت هو الحياة الأبدية عينها، تهبها في جسدك ودمك فقط اللذين هما أنت. * ألم يبلغوا مثل هذه المعرفة حين كان الرب يكلمهم؟ إن كانت ليس لهم المعرفة فكيف آمنوا؟ لقد آمنوا ليس لأنهم كانوا يعرفون، وإنما لكي يعرفوا. فإننا نؤمن لكي نعرف، ولسنا نعرف لكي نؤمن. لأن ما سنعرفه لم تره عين ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال بشر (إش 64: 4؛ 1 كو 2: 9) لأنه ما هو الإيمان إلاَّ تصديق ما لم تروه بعد؟ * إذ تحدث الرب عن الله أبيه أجابوه وقالوا له: "أين هو أبوك؟" لقد فهموا أب المسيح جسديًا، لأنهم يدينون كلمات المسيح حسب الجسد. لكن الذي تحدث كان الظاهر هو الجسد، وأما الخفي فهو الكلمة؛ الإنسان المنظور والله الخفي... لقد احتقروه لأنهم لم يعرفوه، ولم يعرفوه لأنهم لم يروه، ولم يروه لأنهم عميان، وهم عميان لأنهم لم يؤمنوا . * نحن نراك وحدك، ولا نرى أباك معك، فكيف تقول إنك لست وحدك بل أنت مع أبيك؟ إلا فلترنا أن أباك معك. * الآن أيضًا هو فينا ونحن فيه، هذا ما نؤمن به الآن، أما حينئذ فإننا سنعرف أيضًا هذا. وإن كنا ما نعرفه الآن هو بالإيمان، أما ما سنعرفه فسيكون بالرؤية الفعلية. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|