"سـَمِعْتُمْ أَنَّهُ قيلَ لِلأَوَّلين: ((لا تَقْتُلْ، فإِنَّ مَن يَقْتُلُ يَستَوجِبُ حُكْمَ القَضـاء)). أَمَّا أَنا فأَقولُ لَكم: مَن غَضِبَ على أَخيهِ استَوجَبَ حُكْمَ القَضاء، (متى 5: 21-22). عندما تكلم موسى النبي عن القَتْل أوضح يَسوع أنه لا يكفي أن نتجنب القَتْل إلاّ في حالة الدفاع عن النفس (لوقا 22: 36)، بل يجب ألاَّ نهين أحدا، ونتجنب الغَضَب والحقد، وهو لب القضية،
ويُعلق القديس أوغسطينوس" من يعلّمنا عن عدم الغَضَب لا ينقض الوَصِيَّة الخاصة بعدم القَتْل، بل بالأحرى يكمّلها، إذ في عدم الغَضَب نتنقّى، من الداخل في قلوبنا، ومن الخارج أيضًا بعدم القَتْل". فالمسيحي لا يمتنع عن القَتْل فحسب، وإنما عمَّا يوصل إلى القَتْل أو ما يتضمن قتلا معنويا. وأكثر من ذلك، وضع يَسوع مكان "لا تَقتُل" وَصِيَّة "مَحبَة الأعداء".