منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 01 - 2023, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي *

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي



الفكر الآبائي حول بتولية العذراء



يُعتقَد أن القديس بطرس بابا الإسكندرية -استشهد عام 311 م.- هو أول من استخدم لقب "إيبارثينوس" أي "دائمة البتولية" للقديسة مريم[31]، قائلًا: [يسوع المسيح.. قد ولد حسب الجسد من مريم، سيدتنا القديسة المعظمة، والدة الإله (ثيؤطوكوس) الدائمة البتولية (إيبارثينوس)[32].]
في الواقع لم يكن القديس بطرس هو أول من اعتقد في دوام بتولية القديسة مريم، أي بتوليتها قبل ميلاد السيد المسيح (ante-portum) وعند ميلاده (in-portum) وبعد ميلاده (portum-post)، ففي القرن الثاني يذكر القديس إيرينيؤس ما ورد في إشعياء النبي (66: 7-8)، حيث يتنبأ عن عودة الشعب إلى أورشليم بطريقة ملحوظة خلال الأم صهيون، مفسرًا ذلك، أن النبوة تشير إلى العذراء مريم التي ولدت ابنًا ذكرًا بغير ألم المخاض (أي لم تفقد بتوليتها)، إذ يقول النبي: قبل أن يأخذها الطلق ولدت، قبل أن يأتي عليها المخاض ولدت ذكرًا. يُعَلِّق القديس إن النبي قد أعلن بهذا عن المنظورات أي ميلاد الطفل من العذراء بطريقة فريدة[33] وبهذا يؤكد القديس بتولية القديسة.
وفي مصر يقول القديس إكليمنضس إن القديسة مريم استمرت عذراء، رافضًا الادِّعاء بأنها قد صارت امرأة (أي فقدت بتوليتها) بسبب إنجابها الطفل[34]. كما يؤكد العلامة أوريجينوس دوام بتوليتها في عظاته على سفر اللاويين[35]. وفي موضع آخر يقول: [لقد تسلَّمنا تقليدًا في هذا الشأن.. أن مريم قد ذهبت (إلى الهيكل) بعدما أنجبت المُخَلِّص لتتعبَّد، ووقفت في الموضع المُخَصَّص للعذارى. حاول الذين يعرفون عنها أنها أنجبت ابنًا طردها من الموضع، لكن زكريا أجابهم أنها مستحقة المكوث في موضع العذارى، إذ لا تزل عذراء[36].]
كما يقول العلامة أوريجينوس: [يليق ألا ننسب لقب أولى العذارى، لغير مريم وحدها.]
هذا وقد استخدم البابا أثناسيوس تعبير "إيبارثينوس"[37]، كما أعلن القديس ديديموس الضرير بتوليتها أثناء ميلاد الطفل (in-portum) وبعد الميلاد (post portum) مخاطبًا إيَّاها: "الدائمة البتولية"[38].
وفي هذا المجال اقتبس بعض فقرات من أقوال الآباء في شأن دوام بتولية القديسة:
* حقًا إننا نجهل الكثير على سبيل المثال: كيف يوجد غير المحدود في الأحشاء؟
كيف يُحمَل بذاك الذي يحوي كل شيءٍ، ويُولَد من امرأة؟
كيف تلد العذراء وتستمر عذراء؟[39]
القديس يوحنا الذهبي الفم

* لم تُحَل بتولية العذراء الطاهرة خلال الميلاد غير الدنس، كما لم تقف البتولية في طريق ميلادٍ عظيمٍ كهذا[40].
القديس غريغوريوس النيسي
* السيد المسيح وحده فتح أبواب بتوليتها المغلقة، ومع هذا بقيت الأبواب مغلقة تمامًا[41].
* مع أن الباب كان مغلقًا، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت في صخر، الذي لم يرقد أحد فيه من قبله ولا بعده، إنها جنة مغلقة، ينبوع مختوم (نش 4: 12). هي الباب الشرقي الذي تحدث عنه حزقيال (44: 2)، المغلق على الدوام، المملوء نورًا.. يدخل إلى قدس الأقداس، منه يدخل ويخرج من هو على رتبة ملكي صادق. دعوهم يخبروني كيف دخل يسوع والأبواب مغلقة، وأنا أجيبهم كيف تكون القديسة مريم أمًا وعذراء بعد ميلاد ابنها، وكيف تكون أمًا بغير زواج[42].
القديس جيروم
* لو أفسد ميلاده بتوليتها، لما حسب مولودًا من عذراء، وتكون شهادة الكنيسة الجامعة بأنه وُلِد من العذراء مريم، شهادة باطلة (حاشا!)[43].
القديس أغسطينوس
* كما دخل الرب والأبواب مُغَلَّقة هكذا خرج من أحشاء البتول، فإنه بحقٍ ولدته هذه العذراء بغير ألم.. بقيت بتوليتها سالمة لم تُحل! [44]
القديس أفرآم السرياني
* ما كان الرب يسوع قد اختار أن يُولد من عذراء، لو عرف أنها ليست عفيفة فتقبل زرعًا بشريًا في ذات الموضع الذي قطن فيه جسد الرب، أي في بلاط الملك الأبدي[45].
الأسقف سيريكس (392 م.)
* يا له من سرِّ مدهشً! مريم كانت عذراء بعد زواجها، عذراء بعد الحمل، وبقيت هكذا بعد إنجاب الطفل! أخيرًا فإنه لو وجد شيء أعظم من البتولية لَقَدمهُ ابن الله لأمّه، إذ وهبها أن تفرح بكرامة البتولية الإلهية[46].
الأب زينو أسقف فيرونا (372 م.)
* (إذ قارن القديس أفرآم ميلاد الرب بقيامته، قال عن الميلادكتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي
أراد العريس المُمجد أن يُظهر أنه ترك أوتار البتولية نائمة حتى لا تشعر بخروجه[47].
مار أفرآم السرياني
* حقًا لا تعرف الطبيعة عذراء تبقى هكذا بعد إنجاب الطفل، أما النعمة فجعلت العذراء والدة وحفظت بتوليتها.
النعمة جعلت العذراء أمًا، ولم تحل بتوليتها..
أيتها الأرض غير المفلَّحة التي ازدهرت وجاءتنا بثمر يخلصنا!
أيتها العذراء التي فاقت جنة عدن المبهجة!..
العذراء ممجدة أكثر من الفردوس، لأن الفردوس فلَّحه الله،
أما مريم فأنبتت الله نفسه حسب الجسد، إذ بإرادته شاء أن يتحد بالطبع البشري[48].
الأب ثيؤدوسيوس أسقف أنقرة (432 م.)
 
قديم 10 - 01 - 2023, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي *

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي



نذر البتولية


جاء في الكتاب غير القانوني (إنجيل يعقوب)، الذي يعكس الاتجاهات السائدة في القرن الثاني، إن القديسة مريم وُلدت من يواقيم وحنة الشيخين، وأن والدتها نذرت ابنتها خادمة للرب كل أيام حياتها. وفي الثالثة من عمرها، قدَّمت مريم للهيكل، حيث كانت تتغذَّى بأيدي الملائكة. وبحسب التقليد القبطي يُحتفَل بعيد "دخولها الهيكل" في الثالث من شهر كيهك، فيه نذكر الطفلة مريم كعذراء تعيش بين العذارى، فنترنَّم باللحنين التاليين:
"في سن الثالثة قُدمتِ يا مريم للهيكل، جئت كحمامةٍ، وأسرعت الملائكة إليكِ!"
"كانت بين العذارى تُسَبِّح وتُرَنِّم معهن، دخلت الهيكل بمجد وكرامة".
وفي الثانية عشر من عمرها اجتمع الكهنة ليناقشوا أمرها، إذ كان يلزم أن تترك الهيكل. فأحضروا اثني عشر رجلًا من سبط يهوذا، وأودعوا عصيهم داخل الهيكل. وفي اليوم التالي أحضر أبيثار الكاهن العِصيّ وقدم لكل منهم عصاه. وإذ أمسك القديس يوسف بعصاه جاءت حمامة استقرت عليها، كانت بيضاء أكثر من الثلج وجميلة للغاية، صارت ترفرف لوقت طويل بين أجنحة الهيكل، وأخيرًا طارت نحو السماوات. عندئذ هنَّأ الشعب كله الشيخ، قائلين له: "هوذا قد صرت مطوبًا في شيخوختك أيها الأب يوسف، فقد أظهرك الله مستحقًا لاستلام مريم." أما القديس ففي البداية اعتذر بشيخوخته، ولكنه أطاع الكهنة الذين هَدَّدوه بحلول غضب الله عليه إن رفض.
 
قديم 10 - 01 - 2023, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي *

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي



زواج أم خطبة:
كان الزواج حسب التقليد اليهودي يتم على مرحلتين: خطبة ثم زواج. فبعدما تتم بعض الترتيبات المالية يخطب العروسان في بيت العروس. هذه الخطبة في الحقيقة تعادل الزواج السائد حاليا في كل شئ ما خلا العلاقات الجسدية. فالمخطوبة تدعى"زوجة"، وتصير أرملة أن مات خطيبها، وتتمتع بجميع الحقوق المالية كزوجة أن ترملت أو طلقت. وفي حالة الخيانة وراء خطيبها تسقط تحت ذات العقوبة كزوجة خائنة. وكزوجة لا يقدر أن يتخلى عنها خطيبه بغير كتاب طلاق.
أما الخطوة التالية وهي الزواج فغالبا ما تنتظر المخطوبة_ التي لم يسبق لها الزواج_ عاما قبل إتمام مراسيم الزواج.
من هنا نستطيع أن ندرك سرعة دعوة القديسة مريم "امرأة يوسف"رغم كونها مخطوبة وليست متزوجة.
لكن، البعض يتساءل عما إذا كان قد وجد بين القديسة مريم والقديس يوسف حتى بعد إتمام الخطوة الثانية من الزواج. في هذا يجيب القديس أوغسطينوس مؤكدا بالإيجاب. ففي تعليقه على سؤال القديسة مريم للملاك: كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف رجلا (لو 1: 34) يقول:
"بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا ويوجد نذر مسبق بأن تقدم بتوليتها لله، وقد وضعت في قلبها أن تحققه".

اعتراض:
إستخدم هيلفيدس في القرن الرابع العبارة الإنجيلية "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" متى 1: 25 كدليل إنجيلي ضد دوام بتولية مريم مشيرا إلى أن يسوع هو أبنها البكر، له أخوة، هم أبناء مريم.
يجيبه القديس جيروم بأنه "هكذا أعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم كلمة "بكر" لا للشخص الذي له أخوة وأخوات، بل للمولود أولا (خر 34: 19، 20) حتى ولو لم يكن له أخوة أصاغر. هكذا يخرج القديس جيروم من الكتاب المقدس بأن "كل طفل وحيد هو بكر، لكن ليس كل بكر هو طفل وحيد".
كذلك فإن العبارة "لم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر" لا تعني بالضرورة أن القديس يوسف عرفها بعد ولادتها للسيد المسيح، لان الكلمة "حتى" لا تعني النتوء بما يحدث بعد ذلك، وذلك قول الكتاب مثلا: لم تنجب ميكال ابنة شاول حتى ماتت" لا تعني أنها ولدت بعد موتها.

 
قديم 10 - 01 - 2023, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي *

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي



اعتراض حول "ابنها البكر"، "أخوة يسوع"




استخدم هيلفيدس في القرن الرابع العبارة "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" (مت 1: 25) كدليل إنجيلي ضد دوام بتولية مريم، مشيرًا إلى أن يسوع هو ابنها البكر، له إخوة، هم أبناء مريم.
يجيبه القديس جيروم بأنه: [هكذا اعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم كلمة "بكر" لا للشخص الذي له إخوة وأخوات، بل للمولود الأول[52] (خر 34: 19-20)، حتى ولو لم يكن له إخوة أصاغر.] هكذا يخرج القديس جيروم من الكتاب المقدس بأن: [كل طفلٍ وحيدٍ هو بكر، لكن ليس كل بكرٍ هو طفل وحيد[53].] كذلك فإن العبارة: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر"، لا تعني بالضرورة أن القديس يوسف عرفها بعد ولادتها للسيد المسيح، لأن الكلمة (حتى) لا تعني التنبؤ بما يحدث بعد ذلك، وذلك قول الكتاب مثلًا: لم تنجب ميكال ابنة شاول (حتى ماتت) لا تعني أنها ولدت بعد موتها.




إخوة يسوع

في حوالي عام 382 م. كتب هيلفيدس كتابًا يؤكد فيه أن يوسف ومريم قد تَمَّمَا زواجهما بعد ميلاد يسوع، وأن مريم قد أنجبت أبناء آخرين، أشار إليهم الإنجيل بعبارة "إخوة يسوع"، هذا الكتاب مفقود، لكن ما جاء فيه عُرف تباعًا خلال إجابة القديس جيروم عليه.

وبعد أعوام تبنى ذات الفكرة كل من جوفنيانوس[54] وبونيسيوس[55] أسقف Naissus بيوغسلافيا، مستخدمين نفس التعبير "إخوة الرب" (مر 6: 33، مت 13: 55-56).
لكن العلامة أوريجينوس وهو يؤكد تقليدًا كنسيًا يقول: [ليس من أحد أفكاره صادقة نحو مريم يدَّعي بأن لها طفل غير يسوع، فماذا يعني الإنجيل بقوله "إخوة يسوع"؟]




1. النظرية الأبيفانية

دافع كتاب "إنجيل يعقوب" غير القانوني عن بتولية القديسة مريم مشيرًا إلى أن إخوة يسوع ليسوا إلاَّ أبناء القديس يوسف من زواج سابق. هذه الفكرة انتقلت إلى الكتابات القبطية والسريانية واليونانية، كما نادى بها بعض الآباء العظام، فأشار إليها كل من القديس إكليمنضس الإسكندري وغريغوريوس النيسي وكيرلس الإسكندري وأمبروسيوس والعلامة أوريجينوس وهيجيسيوس ويوسابيوس أسقف قيصرية وهيلاري من بواتييه وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص الذي دافع عن هذه الفكرة بحماسٍ شديد حتى نُسِبَت إليه: (الأبيفانية)[56]. إلاَّ أن هذا الرأي يرفضه بعض اللاهوتيين للأسباب التالية:
ا. لو أن إخوة يسوع أكبر منه سنًا، إذ جاءوا عن زواج سابق، فلماذا لم يُشر إليهم في قصص الميلاد وخاصة الهروب إلى مصر؟
ب. في (قصة يسوع في الهيكل) ترك لنا الإنجيل (لو 2: 41-52) هذا الانطباع أنه حتى مرور اثني عشر عامًا من ميلاد المسيح كانت العائلة المقدسة تتكوَّن من الثلاثة أشخاص (مريم ويوسف والسيد المسيح).
ج. لو كان يسوع له إخوة لترك أمه لديهم عند الصليب، وما كانت هناك حاجة لتسليمها للقديس يوحنا الحبيب.

2. نظرة القديس جيروم

يرى القديس جيروم أن تعبير (إخوة) استخدم في الكتاب المقدس في الحالات التالية: إخوة حسب الدم، وإخوة بسبب وحدة الجنسية، وإخوة بسبب القرابة الشديدة والصداقة، هذه التقاليد لا زالت متبعة في بعض بلاد الشرق.
وقد اُستخدم تعبير "إخوة الرب" مطابقًا الحالة الثالثة، وذلك كما دعا إبراهيم ابن أخيه لوط "أخاه" (تك 13: 8)، وأيضًا لابان استخدم ذات الكلمة عن زوج ابنته (تك 29: 15).
فمن المعروف لدى اليهود أن أبناء العم والخال والعمة والخالة يدعون إخوة، لأنهم غالبًا ما يعيشون في العائلة الكبيرة تحت سقفٍ واحدٍ. وإلى يومنا هذا لازالت الكلمة مستخدمة في بعض قرى صعيد مصر، فيحسبونه عيبًا أن يدعو الإنسان ابن عمه أو خاله أو عمته أو خالته بلقبٍ غير "أخي". هكذا بحسب نظريه القديس جيروم يكون "إخوة يسوع" هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء (يو 19: 25).
 
قديم 13 - 01 - 2023, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي


أمومة القديسة مريم في الكتاب المقدس



يشهد الكتاب المقدس لأمومة القديسة مريم لكلمة الله، إذ نراها في الكتاب المقدس تُلَقِّب ابنها (الله) (يو 20: 28)، فتكون هي أم الله. وفي البشارة يتحدَّث الملاك غبريال عن الطفل الذي تحبل به أنه "ابن العليّ" و"القدوس" و"ابن الله".
وعندما دخلت القديسة مريم بيت نسيبتها أليصابات وسلَّمت عليها، ركض الجنين في أحشائها بابتهاج (لو 1: 41، 44)، وامتلأت أليصابات من الروح القدوس الذي وهبها إدراك سرّ التجسد الإلهي. فنرى أليصابات السيدة التي بلغت سن الشيخوخة، زوجة الكاهن، والحاملة في أحشائها النبي العظيم يوحنا، تتصاغر جدًا أمام هذه الفتاة اليتيمة الفقيرة صغيرة السن، إذ أدركت أنها أُم ربّها، فقالت: "من أين لي أن تأتي أم ربي إليَّ؟" (لو 1: 43). هكذا بينما كان العالم كله يجهل كل شيءٍ عن البشارة للقديسة مريم إذا بالقديسة أليصابات تُعلِن أمومة مريم لربِّها، رغم عدم وجود أية علامة ظاهرة لهذا الحدث الإلهي.
والأمر المُدهِش في هذه الأحداث العجيبة (ركوض الجنين بابتهاج، وامتلاء أليصابات بالروح القدس، وشهادتها لأمومة العذراء لربّها)، تمَّت بمجرد إصغاء أليصابات لسلام مريم، وكأن ابن الله الساكن في أحشاء القديسة مريم قد تكلم بنفسه على فم أمه، وعمل خلال تصرفاتها.
يُعَلِّق العلامة أوريجينوسعلى كلمات لأليصابات وعلى لسانها، قائلًا: [أيُّ عمل حسن قمْتُ به؟ أو ما هي أهميّة الأعمال التي مارِسْتُها حتى تأتي أم ربّي لرؤيتي؟! هل أنا قدّيسة؟! أيُّ كمال أو أيَّة أمانة داخليّة بموجبها استحقّقتُ نيل هذا الامتياز: زيارة أم ربِّي إليَّ[57]؟!]
ويعلِّق القدّيس أمبروسيوسقائلًا على لسانها:
["من أين لي"، بمعنى أنها لفرصة عظيمة أن تأتي أم ربِّي إليّ، أعترف إني لا أَستحقُّها.
"من أين لي"، أي فضَّل لي، أو أيّ عمل قمتُ به، أو أيّ حق هو لي.. فإنَّي أشعر بالمعجزة وأَتلمَّس السرّ.]
يقول العلامة أوريجينوس: [قبل ميلاد يوحنا تنبَّأت أليصابات، وقبل ميلاد الرب مُخَلِّصنا تنبَّأت مريم. وكما بدأت الخطيّة بالمرأة ثم بلغت إلى الرجل، هكذا بدأ الخلاص في العالم بواسطة نساء العالم، تغلَّبْن على ضعف جنسهن. لننظر الآن نبوَّة العذراء وهي تقول: "تُعظِّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلِّصي"، فإنَّ النفس والروح يشتركان في التعظيم
 
قديم 13 - 01 - 2023, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي


أمومة القديسة مريم في الكنيسة الأولى:
برزت العقيدة الخاصة بالقديسة مريم وتطورت خلال صراع الكنيسة ضد الهرطقات، كان ذلك لتأكيد حقيقتين تخصان السيد المسيح:
أ‌- أن يسوع المسيح قد ولد ميلادا حقيقيا من القديسة مريم، فلم يكن يسوع خيالا بل حمل جسدا حقيقيا مولودا من أم حقيقية.
ب‌- أن يسوع المسيح المولود من القديسة مريم هو ابن الله الأبدي الذي بلا بداية.
(أما الأهم الهرطقات فهي الغنوصية والمانية والأريوسية والنسطورية).
1- الغنوصية:
تقوم أغلب النظم الغنوصية على الفصل ما بين الله الخالق والكائن الإلهي السامي. ففي نظر البعض أن العالم المادي هو شر جاء نتيجة سقوط الحكمة "صوفيا".
ويقسم الغنوصيون البشر إلى طبقتين أو ثلاث، هم:
أ‌- الروحيون، يتمتعون بإشراقة من الجوهر الإلهي الروحي، ويعودون إلى أصلهم أي إلى الكائن الإلهي السامي، وذلك بواسطة المعرفة (الغنوصية) وممارسة طقوسها.
ب‌- بقية البشر أي الجسدانيون أو الماديون، وهم منهمكون في العالم المادي مصيرهم الهلاك الأبدي.
ج- يضيف البعض طبقة ثالثة متوسطة، وهي جماعة المسيحيين غير الغنوصيين، هؤلاء يبلغون حالة وسطى خاصة بالله الخالق، وذلك خلال إيمانهم وأعمالهم الصالحة.
أما عن المسيح ففي نظرهم جاء عن الإله السامي، يقدم الغنوصية أي "المعرفة"، وهو كائن إلهي لم يأخذ جسدا بشريا حقيقيا ولا مات. بهنا لم يقبلوا تجسد المخلص ولا ولادته من امرأة.
إحدى الأشكال الغنوصية تدعى Docetism، وهي هرطقة هددت كيان الكنيسة الأولى، أخذت أسمها عن كلمة dokein اليونانية التي تعني "يبدو" أو "يظهر هكذا" إذ نادت هذه الهرطقة بأن يسوع المسيح لم يصر أنسانا حقيقيا بل بدى هكذا كأنه يحمل جسدا. أنه عبر في العذراء دون أن يأخذ من جسدها شيئا.
يقول القديس ايريناؤس أن ساتيرنانيوس (حوالي عام 120) قد أعلن بأن المخلص لم يولد، ولا تجسد ولم يكن له شكل... إذ يرى أن الزواج وإنجاب
وعلم أيضا فالنتينوس في القرن الثاني بأن السيد المسيح قد أتحد بالإنسان يسوع "الذي ولد خلال مريم وليس من مريم، عبر فيها كما من قناة".
أما مرقيون فعلم بأن يسوع لم تكن له نفس بشرية ولا تجسد أرضي. أنه لم يولد من مريم بل ظهر فجأة في اليهودية في تجسد خيالي كشخص كامل النمو مستعد للبدء في الخدمة حالا.
أما إبليس Appeles فقد قبل أن يكون للسيد المسيح جسدا حقيقيا، لكنه جسد سماوي، نزل إلى هذا العالم من السماء، وليس من مريم.
وقد حذر آباء الكنيسة مثل القديسين أغناطيوس أسقف أنطاكية ويوستين وايريناؤس والعلامة ترتليان والعلامة أوريجين المسيحيين من هذه التعاليم كما واجهوا الهراطقة مؤكدين حقيقة أمومة القديسة مريم بقصد تأكيد سر التجسد أي حقيقة ناسوتية المسيح.
كتب القديس أغناطيوس إلى أهل تراليا: "سدوا آذانكم عندما يحدثكم أحد من هؤلاء الذين يأخذون جنبا من يسوع المسيح، الذي هو من نسل داود ابن مريم، الذي ولد ميلادا حقيقيا.
2- المانية Manichaeism:
مؤسس هذه البدعة هو ماني أو مانس أو مانخيوس من القرن الثالث النظام الماني في أصله هو وليد التقاليد الغنوصية القادمة من شرق بلاد فارس والتي تقوم على افتراض وجود صراع بين النور والظلمة، وبين الله والمادة. أما هدف ممارسة الدين عندهم فهو أدراك عناصر النور التي أغتصبها الشيطان من عالم النور وسجنها في ذهن الإنسان، وأن يسوع وبوذا والأنبياء وماني أنما جاءوا لهذا العمل.
ظهور آدم كان غايته استعادة النور المسجون. أما يسوع
"النور المتلألئ" فقد خلص آدم برؤيا.
والممارسات الدينية عندهم من امتناع عن أكل اللحم والزهد في الحياة الجنسية هي وسائل لتحقيق استمرار تحرر هذا النور تدريجيا.
أذن لا تعجب أن رأينا أتباع ماني قد ظنوا أن يسوع المسيح ليس ابن لمريم بأي حال من الأحوال.
لهذا قام القديس الكسندروس، بابا الإسكندرية، يدافع عن حقيقة ناسوتية السيد المسيح وبالتالي عن أمومة القديسة مريم الحقة له، مقاوما الغنوصيين وأتباع ماني.
وقام القديس أثناسيوس بنفس الأمر، إذ يقول "كان جسد الرب جسدا حقيقيا... مثل جسدنا".
كما يقول القديس أمبروسيوس "قدمت العذراء شيئا من عندياتها ولم تعطه شيئا (جسدا) غريبا عنها بل من جسدها، قدمته بطريقة غير عادية لكن العمل (إعطاء الجسد للابن) كان عاديا، قدمت للثمرة جسدها".
3- الأريوسية:
أما اتباع أريوس، فعلى خلاف الغنوصيين والمانيين، أنكروا أن يسوع بن مريم هو ابن الله غير المخلوق، الواحد مع الآب في الجوهر الإلهي. أنكروا لاهوت السيد المسيح وبالتالي أنكروا أمومة القديسة مريم لله.
لهذا فإن آباء الإسكندرية مثل القديسين الكسندروس وأثانسيوس في مواجهتهم للاريوسية لقبوا القديسة مريم "الثيؤتوكوس" (والدة الإله). ففي الخطاب الدوري الذي وجهة القديس الكسندروس للأساقفة (حوالي عام 319م) حيث أعلن حرمان أريوس استخدام لقب "ثيؤتوكوس" بطريقة يفهم منها أن هذا اللقب كان مستخدما بطريقة لا تحتمل المناقشة، إذ كتب هكذا:
" أننا نعرف القيامة من الأموات، فان البكر هو يسوع المسيح الذي حمل جسدا حقيقيا وليس شكليا، مولودا من مريم الثيؤتوكوس (والدة الإله)". هكذا يسجل لنا قلمه لقب "الثيؤتوكوس" بطريقة طبيعية تاركا هذا الانطباع أن هذا اللقب كان دارجا مستقرا ولم يكن موضع نقاش في أيامه.
وفي الجدال مع الأريوسية ركز القديس أثانسيوس على هذه الحقيقة أن السيد المسيح مولود من الأب، حمل هيئته الجسدية من الأرض غير المفلحة دائمة البتولية، الثيؤتوكوس.
كما سجل القديس أمبروسيوس أسقف ميلان لحنا لعيد الميلاد علمه لشعبه لسند إيمانهم في المسيح يسوع بكونه الله الحقيقي لمواجهة الأريوسية:
"تعالى يا مخلص العالم!
اظهر ميلادك من البتول!
ليعجب العالم كله من ميلاد كهذا يليق بالله!"
4-النسطورية:
وقف القديس كيرلس السكندري في بازيليكا والدة الإله (عام 431) يتحدث أمام آباء مجمع أفسس، قائلا:
"السلام لمريم والدة الإله،كنز العالم كله الملوكي،المصباح غير المنطفئ،إكليل البتولية،صولجان الأرثوذكسية،الهيكل غير المفهوم،مسكن غير المحدود،السلام لك، يا من حملت غير المحوي في أحشائك البتولية المقدسة".
في الحقيقة الصراع الذي قام بين القديس كيرلس الإسكندري ونسطور لم يقم أساسا حول لقب القديسة مريم "الثيؤتوكوس" بل حول شخص السيد المسيح نفسه وأننا نستطيع أن نلخص الظروف التي دفعت القديسة كيرلس ليدخل هذا النزاع هكذا.
في العاشر من شهر أبريل عام 428م رسم نسطور الكاهن بإنطاكية وتلميذ تيؤدور أسقفا على القسطنطينية. وقد أعتاد أن يستخدم لقب خريستوكوس (والدة المسيح) للقديسة مريم وليس "ثيؤتوكوس"، لكن ملامح المعركة وضحت تماما عندما قام أحد كهنته يسمى أنسطاسيوس الذي جاء به من أنطاكية يعظ أمامه في ديسمبر عام 428 م قائلا:
"ليته لا يسمي أحد مريم " ثيؤتوكوس"، لأن مريم لم تكن إلا امرأة، ومن المستحيل يولد الله من امرأة".
وقد أكد نسطور نفسه هذا التعليم علانية، مقدما في عظاته تمييزا بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الذي سكن فيه. في رأيه يوجد شخصان في المسيح: ابن مريم وابن الله، اتحدا معا اتحادا معنويا ولا أقنوميا. فالمسيح لا يسمى " الله" بل حامل الله " ثيؤبورون" على نفس المستوى الذي دعي إليه القديسون بالنعمة الإلهية التي توهب لهم هكذا فإن مريم لم تكن أما الله بل للإنسان يسوع الذي سكن فيه الله الرأس.
انتقد نسطور وأتباعه المجوس لأنهم سجدوا أمام الطفل يسوع، ونادوا بأن اللاهوت قد أنفصل عن الناسوت
 
قديم 16 - 01 - 2023, 10:35 AM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي


أمومة القديسة مريم والتجسد




لخص الأب يوحنا الدمشقي عقيدتنا في الثيؤطوكوس بقوله: [يحوي هذا اللقب كل سرّ التجسد[77]..] كما أعلن القدِّيس غريغوريوس النزينزي ضرورة إعطاء القديسة مريم حقّها في الأمومة، كنتيجة لعقيدتنا في التجسد الإلهي، قائلًا:
[من لا يَقْبَل القديسة مريم بكونها "الثيؤطوكوس" يُقطع من اللاهوت.
من يقول بأن السيد المسيح عَبَر في العذراء كما في قناة، ولم يتشكَّل بطريقة تحمل لاهوتيته كما ناسوتيته أيضًا، فهذا يُحسَب شريرًا.
من يقول بأن السيد قد تشكَّل فيما بعد بسكنى الله فيه، فهذا يُدَان.
من يتحدَّث عن ابن الله الآب بكونه آخر غير ابن مريم، وليس هو شخص واحد، فهو محروم من شركه التبني[78].]
لم تعطِ القديسة مريم ابنها شخصيته اللاهوتية أو طبعه الإلهي أثناء التجسد، ومع ذلك فكما يقول القديس كيرلس، هذا لا يُقَلِّل من حقها في التمتّع بلقب والدة الإله. فالأمهات لا يهبن أولادهن نفوسهم ولا شخصياتهم، ومع ذلك فهن أمهات حقًا، ولسن أمهات للجسد وحده، بل للشخص نفسه المخلوق بواسطة الله الحي. هكذا القديسة مريم هي أم يسوع الذي هو نفسه الله[79].

قد يتساءل البعض: "لماذا اختار كلمة الله أن يُولَد من امرأة (غل 4: 4) ولم ينزل من السماء بغير جسدٍ بشريٍ، أو على الأقل كان يحمل جسدًا سماويًا من صنع يديّ الله دون ولادته من امرأة؟
1. إذ أخذ جسدًا في أحشاء العذراء مريم، صار كلمة الله ليس فقط إنسانًا، وإنما عضوًا في الجنس البشري من نسل آدم، من ذرية إبراهيم، من سبط داود الملوكي.
خلال بنوته الحقيقية للقديسة مريم، ربط نفسه بحقيقة وجودنا المتواضع[80]. بمعنى أخر، خلال أمومة القديسة مريم سرى دمنا في عروقه حتى يسفكه غفرانًا لخطايانا.
2. خلال أمومة العذراء لله اتحد الجانبان معًا ليتصالحا: الله والإنسان. فقد أراد أن يُخَلِّصنا كرئيس كهنة كامل ووسيط بدخوله إلينا، كأخٍ لنا، وليس كغريبٍ عنا.
3. يُقَرِّر القديس أغسطينوس بأنه لو أن ابن الإنسان رفض التجسد في أحشاء العذراء، ليَأِست النسوة ظانات أنهن خليقة فاسدة. فخلال بنوته لها أعاد كرامة هذا الجنس، وأعلن صلاح كل الخليقة.
 
قديم 16 - 01 - 2023, 10:46 AM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي


أمومتها وكلمة الله


يقول القديس أغسطينوس: [حبلت به مريم في ذهنها قبل أن تحبل به في جسدها .] حقًا مُطوَّبة هي القديسة مريم لأنها قد اُختيرت أُمًّا لكلمة الله، لكنه قبل أن تحبل به جسديًا حملته روحيًا بالإيمان. فقد كانت مثالية في سماعها الكلمة والإنصات لها وإطاعتها، وحفظها متفكرة بها في قلبها.

* أمومة مريم ما كانت بذي فائدة لها لو لم تحمل السيد المسيح في قلبها بفرحٍ

القديس أغسطينوس




* إن كان رجل واحد قد جُرِح جرحًا مميتًا بامرأة، الآن العالم كله قد خلص خلال امرأة. أنتم تذكرون حواء، تأملوا في مريم. الأولى طردتنا خارج الفردوس، والأخيرة قادتنا (بالمسيح ابنها) إلى السماء .

القديس جيروم
 
قديم 16 - 01 - 2023, 10:52 AM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي

أمومة مريم البتول وأمومة البتول




القديسة مريم عذراء وزوجة (عروس) في نفس الوقت،
وهي تُمثِّل العضو الأول في الكنيسة العذراء عروس المسيح،
وكما يقول القدّيس أمبروسيوس:

[كانت مريم الزوجة والعذراء في آن واحد

وهي تُمثِّل الكنيسة العروس التي بلا عيب.

فالكنيسة عروس المسيح البتول،

حبلت بنا بالروح القدس وولدتنا بغير ألم،
ومريم حبلت بالروح لا بالزواج.]
 
قديم 16 - 01 - 2023, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي


أمومة النفس للسيد المسيح



القديسة مريم كوالدة الإله تُمَثِّل الكنيسة التي يحمل أعضاؤها الله روحيًا في قلوبهم،هكذا يتطلَّع آباء الكنيسة إلى الحياة الروحية للمسيحي بعد عماده كحالة نمو للمسيح نفسه في داخل قلوبهم التي تتَّسم بالأمومة له.


* كما يتشكَّل الطفل في الرحم، هكذا يبدو لي أن كلمة الله يتشكَّل في قلب النفس التي تَقْبَل نعمة المعمودية لتدرك في داخلها كلمة الإيمان الأكثر مجدًا والأكثر وضوحًا.

* يبدو أنه من الخطأ أن نتحدَّث عن تجسد ابن الله من القديسة العذراء ولا نشير إلى تجسده أيضًا في الكنيسة.. إذ يليق بكل واحدٍ منَّا أن يعرف مجيء ابن الله في الجسد بواسطة العذراء الطاهرة، وفي نفس الوقت أن يدرك مجيئه بالروح في كل واحدٍ منا.


العلامة أوريجينوس

* ما حدث لمريم التي بلا عيبٍ حين أشرق فيها كمال اللاهوت الذي في المسيح يتحقَّق في كل نفس تمارس البتولية كمنهجٍ لها. حقًا لا يعود يأتي السيد ليحل حلولًا جسديًا، "فإننا لسنا نعرفه بعد حسب الجسد" (2 كو 5: 6). إنما يسكن فينا روحيًا ويُحضر معه أباه، كما أخبرنا في الإنجيل في موضع آخر.
* جاء هذا الميلاد من الله، وهو يتحقَّق في كل وقتٍ فيه يحبل بخلود الروح في قلب الإنسان الحيّ، فيُعطي ميلادًا للحكمة والعدل والقداسة والنقاوة الكاملة.
بهذا يستطيع كل مسيحيٍ أن يصير أمًّا لذلك الذي هو في كل شيء، إذ يقول ربنا نفسه "من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات فهذا هو أمي" (مر 3: 25، مت 12: 50).


القديس غريغوريوس أسقف نيصص

* (كل مسيحي) يحبل بالله في قلبه.


القديس أغسطينوس

* تستطيع أن تكون أمًّا للرب على مثال الطوباوية مريم، التي استحقَّت بطهارة كهذه أن تكون أمًّا لله.


القديس جيروم

* ينادي على النفس التي تبدأ في الاتجاه نحو السيد المسيح هكذا: "يا مريم"، أي تتقبل اسم المرأة التي حملت به في أحشائها، إذ تلده النفس بمفهومٍ روحيٍ.
* أِحرص أن تُتَمِّم مشيئة الآب لكي تكون أمًّا للمسيح (مر 3: 35).


القدّيس أمبروسيوس

* من يبشر بالحق يُحسَب فوق كل شيءٍ أمًّا للمسيح، إذ يلد ربنا الذي يحضره في قلوب سامعيه. يصير أمًّا للمسيح، إذ يوحي بحب ربّنا في روح قريبة خلال كلماته له.


البابا غريغوريوس (الكبير)

* اسمعوا هذا يا رعاة الكنائس يا رعاة الله،
ففي هذا الوقت يأتيكم الملاك مُبَشِّرًا إياكم: أنه ولد لكم اليوم وفي كل يومٍ المسيح الرب!



العلامة أوريجينوس

* الكنيسة في حالة تمخض إلى أن يتشكَّل المسيح ويُولَد داخلنا، فكل قديس يتمتَّع بشركة مع المسيح كأنما يولد المسيح فيه من جديد!



ميثودوسيوس
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صعود جسد القديسة مريم القمص تادرس يعقوب ملطي
أمومة القديسة مريم والتجسد القمص تادرس يعقوب ملطي
- القديسة مريم والكنيسة القمص تادرس يعقوب ملطي
من كتاب "القديسة مريم فى المفهوم الأرثوذكسى" للقمص تادرس يعقوب ملطى
القديسة مريم فى المفهوم الأرثوذكسى القمص تادرس يعقوب ملطى


الساعة الآن 10:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024