القديس كيرلس الكبير
فقد حمل السيد كل أحكام الله ضدنا عليه. انهارت كل الأحكام عليه لتُوفَى في جسده، وكما يقول المرتل: "غمر يُنادي غمرًا عند صوت مَيَازِيبِكَ، كل تياراتك ولججك طمّت عليَّ" (مز 42: 7). بهذا ظهر السيد المسيح موفي الدين كمن هو مطرود من عينيّ الآب مع أنه الشفيع الذي يحمل شعبه إلى المقدسات السماوية. لذلك يكمل النبي حديثه: "فقلت قد طردت من عينيك، لكنني أعود أنظر إلى هيكل قدسك" [4].
إنها صورة واقعية للصليب؛ من جانب ظهر المخلص كمطرود، يصرخ قائلًا: "إلهي إلهي لماذا تركتني" (مت 27: 46). ومن جانب آخر يحمل البشرية في جسده لكي تتمجد معه.