رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تركت هذه المذبحة آثاراً عميقة عند الدمشقيين، إذ لم تشهد هذه المدينة، وهي إحدى أعرق مدن التاريخ، مثل هذا الحقد بين أبنائها من قبل. لم تكن هذه المرة الأولى الذي يحدث فيها قتل ودمار، لكن المجرمين عادة ما يكونون من الغرباء أو الغزاة. أما أن تقوم جماعة دينية من نفس المدينة ضد جماعة أخرى، على مرأى من الأجنبي، وبهذه الوحشية، فهو غير مسبوق. استفاق المسلمون الأتقياء من الصدمة في حالة نفسية يرثى لها. كانت الدلائل على حدوث المذبحة موجودة منذ زمن، لكنهم لم يفعلوا شيئاً للحيلولة دون ذلك. كيف سمحوا للجهلاء والمتعصبين أن يشوهوا سمعة دينهم ويلطخوا وجه هذه المدينة المعروفة بتعدد ثقافاتها ودياناتها. كان يشكل الأتقياء غالبية مسلمي دمشق لكن صمتهم شجع الجهلاء على المضي في مخططهم بدون رادع. قال الفيلسوف الأيرلندي إدموند بورك: “أن لا يفعل الخَيِّرون شيئاً هو كل ما يحتاجه الشريرون لينتصروا” أما المسيحيون فقد فقدوا ثقتهم بجيرانهم وبالنظام الحاكم. ورفض جُلّ من رحل منهم العودة إلى دمشق لفترة طويلة. وظلوا بعيداً حتى عام 1864 حين بدأ بعضهم بالرجوع وانضم إليهم بعض مسيحيي القلمون. كما سعى العديد منهم إلى الهجرة. وكانت هذه المجازر الدافع الأكبر وراء الهجرة الكبيرة من قبل السوريين إلى الأمريكييتين حيث بلغ عددهم أكثر من 100,000 مع حلول القرن الجديد. ستظل هذه المذبحة وصمة عار في تاريخ هذه المدينة الفاضلة إلى الأبد. يقال بأن الشعوب التي لا تتعلم من أخطاء التاريخ تكون عرضة لتكرارها. فهل تعلم الدمشقيون خاصة والسوريون عامة من هذه التجربة المريرة؟ قد يأتيك الجواب في المثل الدمشقي الشهير الذي، كما يقال، وُلِد من رحم هذه المجزرة: ” تنذكر وما تنعاد”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فالله لا يقدر أن يهب إنساناً أية بركة روحية عميقة |
هو جعلَ أباراً في الأرض القاحِلة |
لو محتاج بركة فى حياتك بركة مادية او روحية او سلام او فرح |
اترك خلفك آثاراً نقية |
المذبحة الأرمينية |