18 - 12 - 2022, 11:50 AM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الله الحنون في تأديبه اغتمّ يونان غمًّا شديدًا عندما تاب أهل نينوى فخرج خارج المدينة منتظرًا لعل الله يحرق المدينة، ولكن الله أعدّ له يقطينة لتظلل على رأسه، فيخلصه من غمّه،، كقوله: "فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا" (يون 4: 6). إنني أتعجب كثيرًا من اهتمام الله بيونان النبي، وهو في حالة غَيّظ، واعتراض على مشيئته، فصبر الله وطول أناته على يونان يكشف عن حبه الفائق الذي يُقَدِّر ضعف أولاده، فبينما هم يُخطِئون يعاملهم الله برفق عظيم. إن الله لا يرفض أولاده المؤمنين به، إلاَّ لسببٍ واحد وهو عنادهم، لأن عدم التوبة، ومعاندة الله هي أعظم الخطايا، كقول صموئيل النبي لشاول الملك: "لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ" (1صم 15: 23). لقد شمل الله قايين بحب لا يوصف. فقد حذره أولًا قبل قتله لأخيه، ووعده أيضًا برفعةٍ إن أحسن التصرف، كقوله له: "إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا" (تك 4: 7). لم يترك الله قايين مضطربًا وخائفًا من أن يُقتل، لكنه أعطاه علامة، لكي لا يقتل، إذا تمسك بها. إن الله يؤدب أبناءه حبًا فيهم، كما أدب يونان، وهو يحفظهم، ولا يأمر بهلاكهم.. هو لا يصب عليهم نقمته ليفنيهم عند أول خطأ، لأنه يعلم أن خطاياهم قد تكون عن جهل أو ضعف، وليست عن عناد. وتختلف ضربات التأديب التي تصيب أولاد الله عن تلك التي تصيب الأشرار المعاندين، لأن الأولى يتبعها مراحم الله، وهي ستثمر حتمًا في شفائهم من ضعفاتهم، كقول الكتاب: "فِي الْمُسْتَقْبِلِ يَتَأَصَّلُ يَعْقُوبُ. يُزْهِرُ وَيُفْرِعُ إِسْرَائِيلُ، وَيَمْلأُونَ وَجْهَ الْمَسْكُونَةِ ثِمَارًا. هَلْ ضَرَبَهُ كَضَرْبَةِ ضَارِبِيهِ، أَوْ قُتِلَ كَقَتْلِ قَتْلاَهُ؟" (إش 27: 6، 7). أما الضربات الموجهة للأشرار المعاندين فهي شديدة، لأن الغرض منها إظهار ضعفهم أمام قوة الله، وأيضًا استحقاقهم للدينونة، كقول الكتاب: "الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ" (إش 42: 13). |
||||
18 - 12 - 2022, 11:51 AM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الله الرحوم صانع الخيرات إن الله هو الغني صانع الخيرات الذي يعطي خليقته احتياجها بغنى، كقوله: "السَّاقِي الْجِبَالَ مِنْ عَلاَلِيهِ. مِنْ ثَمَرِ أَعْمَالِكَ تَشْبَعُ الأَرْضُ، الْمُنْبِتُ عُشْبًا لِلْبَهَائِمِ، وَخُضْرَةً لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ، لإِخْرَاجِ خُبْزٍ مِنَ الأَرْضِ" (مز 104: 13، 14). يدرك الكثيرون جود الله ومراحمه وقت الرخاء. أما وقت الضيق فقد يتذمر البعض على الله. ويتناسون أن الله ليس كالبشر الذين يتبدل حالهم. ذلك لأن جود الله وكثرة مراحمه ثابتة لا تزول، كقول إرميا النبي: "أُرَدِّدُ هذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ" (مرا 3: 21، 22). وهبات الله تتعدى ما هو مادي، لأنه يهب الإنسان كل شيء، كقوله: "... إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ" (أع 17: 25) فمثلًا الفرح والسلام القلبي، والنفسية السوية المطمئنة هبة من الله، وأيضًا الشجاعة وعدم الخوف والرجاء والأمل هبة من الله، والمعونة والتدبيرات الإلهية النافعة للنجاة من الضيقة هي أيضًا هبة إلهية وهكذا.. كان بولس الرسول تائهًا في سفينة وسط البحر أثناء هبوب عاصفة شديدة على السفينة، ولكن الله طمأنه بوعدٍ بنجاته هو وكل ركاب السفينة، فقام ووقف عندئذ في وسط ركاب السفينة، وأخذ خبزًا وأكل وطمأنهم، فحل السلام في قلوبهم، بسبب قوله لهم: "لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي" (أع 27: 25). وقد وعد الله الخَيِّر والحنون بمساندة أحبائه وقت الشدة، كقوله: "وَيُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ خُبْزًا فِي الضِّيقِ وَمَاءً فِي الشِّدَّةِ..." (إش30: 20). إن ثقتنا في حنان الله وجوده، تدفعنا وقت الشدة للاتكال عليه، وطلب مراحمه وخيراته، وهو لا يخيب رجاء منتظريه، كقوله: "وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ… اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا" (يو 16: 23، 24). لا تستعجب يا أخي، إن وجدت أناسًا مملوئين من سلام الله وفرحه وسط الضيقة، بينما مَن حولهم في كربٍ وهَمٍّ. لأنهم قد طلبوا من الله الغني، صانع الخيرات.. فاستجابهم وأفاض عليهم نعمه وعطاياه وسلامه. |
||||
18 - 12 - 2022, 11:53 AM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
البارَّ بالإيمان يحيا أظهر معلمنا بولس الرسول أهمية الإيمان في إرضاء الله، قائلًا: "وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ..." (عب 11: 6) وأكد أن ذلك هو أسلوب حياة أولاد الله القديسين، بقوله: "وَلكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا" (غل 3: 11). ولكن قد يتساءل البعض كيف أحيا بالإيمان؟! إن الإيمان قبل كل شيء هو الإيمان بشخص الله، لأنه هو الحق الذي ليس فيه كذبٍ على الإطلاق، ويجب أن يصدقه كل بشر دون تردد. وهو أيضًا الحياة، وهو واهبها، لأن من يتبعه سينال الحياة الأبدية. لقد أكد الرب يسوع المسيح هذا المفهوم، قائلًا: "... أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ..." (يو 14: 6). إن البعض قد يَقصرُ مفهوم الحياة بالإيمان على بعض الجوانب، كتصديق مواعيد الله الثمينة التي وعدنا بها الله، أو على الإيمان بالحقائق الإيمانية عن لاهوت الله أو قدرته على النجدة وقت الشدة، وكل هذا طبعًا صحيح، ولازم جدًا، لأنه أساس إيماننا بالله... ولكن هناك جانب آخر قد يغفله البعض، وهو الإيمان بالحياة التي تتحقق كثمرة لتنفيذ وصايا الله، والتي سبق الله، وسلمها لنا. إن كل وصية، نطق بها الرب على فم أنبيائه القديسين، أو تكلم بها الرب يسوع، أو وضعها على فم رسله القديسين هي كالبذرة الحية، التي تحمل حياة داخلها. وأيضًا كل وصية هي حقيقة إلهية تحمل في داخلها منهج يؤدي بمن يسلك بها إلى الحياة الأبدية. لقد أكد معلمنا بولس الرسول هذا المفهوم عندما شبه كلمة الله بالخبر الصادق، الذي ينبغي تصديقه وطاعته، قائلًا: "لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟". إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ" (رو 10: 16، 17). ولكن كيف يحيا المؤمن الوصية الإلهية؟ دون أن يدرس كلمة الله، ويتعمق في فهم معانيها، ويتضرع لله طالبًا أن يعينه لكي يطبقها في حياته، ويحاسب نفسه عندما يقصر في العمل على ضوئها؟! إنها خطوات لازمة، لكي يحيا البار بالإيمان أي بكلمة الله. لأن ذلك هو التعبير الصادق الحقيقي عن الإيمان بالله، وأيضًا عن حب الله، كقول الرب يسوع: "... إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا" (يو14: 23). |
||||
18 - 12 - 2022, 11:56 AM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الهروب بالتباعد الاجتماعي كثيرًا ما تغنى الناس بأهمية التواصل الاجتماعي، لكن العالم كله الآن يؤكد على ضرورة التباعد الاجتماعي، خوفًا من الهلاك بالوباء. لقد أكد الكتاب المقدس أهمية الاعتزال، والخروج خارج المناطق الموبوءة بالشر، قائلًا: "اِعْتَزِلُوا، اعْتَزِلُوا. اخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. لاَ تَمَسُّوا نَجِسًا. اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا. تَطَهَّرُوا يَا حَامِلِي آنِيَةِ الرَّبِّ" (إش 52: 11). إن عدوى الشر أيضًا تنتشر بالخلطة الزائدة مع الأشرار. فمثلًا جلسات النميمة تشجع من لم يتعود على النميمة على مشاركة الباقين نميمتهم، وكذلك إدانة الآخرين وهكذا... لإن قبول فكر الخطية وصنعها يسهل، بالتواجد في أماكن انتشار الشر، وإغراء الخطية يعظم جدًا بمعاينة الأشرار أثناء ممارسة شرورهم، وأيضًا الخلطة مع الخطاة البعيدين عن الله تصبغ أولاد الله بشكل العالم، فالصداقة والود الكثير يسمح بفرص كافية لتسلل روح الشر تدريجيًا داخل الإنسان، دون أن يدري، ويظهر ذلك في أسلوب الكلام الخاطئ، أو الزي غير اللائق، أو التشبه بأهل العالم في أسلوب الاحتفال بالأفراح أو الأحزان أو.. أو.. لقد أشار نحميا الكاتب لسهولة انتقال العادات، والأساليب الخاطئة من الأشرار للأبرار، وذلك كتعلم الأطفال اللغة الأجنبية بسهولة، قائلًا: "... رَأَيْتُ الْيَهُودَ الَّذِينَ سَاكَنُوا نِسَاءً أَشْدُودِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَمُوآبِيَّاتٍ. وَنِصْفُ كَلاَمِ بَنِيهِمْ بِاللِّسَانِ الأَشْدُودِيِّ..." (نح 13: 23، 24). إن الخلطة الزائدة مع الخطاة ينتج عنها صداقات، وأحيانًا روابط قوية لا يمكن فكها بسهولة، كرابطة الزواج من الأشرار، ولكن أمثال تلك الروابط تصير شرك لأولاد الله (سليمان الحكيم أعظم مثال لذلك)، لأنه لا يمكن الإفلات من تلك الروابط بسهولة، كقول الكتاب: "لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟" (2كو 6: 14). مقاومة الانجراف في طغيان الشر تصعب جدًا على من يتواجد في صحبة الأشرار. أما أسهل سبيل للنجاة في مثل هذه الحالة، فهو الهروب سريعًا من صحبة الأشرار، كما فعل يوسف الصديق، الذي قيل عنه: "فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: "اضْطَجعْ مَعِي!". فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ" (تك 39: 12). أخيرًا أنصحك يا أخي الحبيب أن تطع أمر الله لك بالخروج سريعًا من دائرة الشر، كقوله: "... اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ، وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ" (تك 19: 17). |
||||
18 - 12 - 2022, 11:57 AM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
في المخدع ستجد ما ينقصك يقضي الناس هذه الأيام أوقات طويلة في متابعة الكثير من العظات الروحية، والرسائل الصوتية والمرئية، والتي تحتوي على الكثير من الأمور البناءة، ومع هذا يشتكي البعض من عدم الشعور بالسلام والضجر، فما هو العمل؟! إن كثرة سماع العظات والبرامج الروحية أمر جيد، لكن ليس من المفيد أن يسمع الإنسان، دون أن ينتبه في نفسه ما هو غرضه من السماع أو من القراءة، لأنه لا بد من السعي لتحقيق الهدف من السماع أو من القراءة. لقد انتقد الكتاب المقدس مثل هذه الممارسات السطحية، قائلًا: "وَيَأْتُونَ إِلَيْكَ كَمَا يَأْتِي الشَّعْبُ، وَيَجْلِسُونَ أَمَامَكَ كَشَعْبِي، وَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ، لأَنَّهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُظْهِرُونَ أَشْوَاقًا وَقَلْبُهُمْ ذَاهِبٌ وَرَاءَ كَسْبِهِمْ" (حز 33: 31). إن هذا الأسلوب الخاطئ يمثل أحيانًا خداعًا للنفس، التي تقتنع داخليًا، بأنها قد أتمت واجبها نحو الله، وهي في الحقيقة مازالت منفصلة عنه، كقوله: "وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ" (يع 1: 22). إنه من الضروري أن يهدأ الإنسان بين الحين والآخر، لكي يجد الفرصة ليدخل مخدعه، ويغلق بابه ليصلي، كقول الرب يسوع: "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ..." (مت 6: 6). ومن الضروري أيضًا تخصيص وقت كافٍ لذلك، لكي يجد الإنسان الفرصة للتوبة والاستفادة بما سمعه، أو قرأه. وهكذا يمتلأ الإنسان من روح الله، الذي يقوده، ويمنحه قوة روحية تعينه على تطبيق ما سمعه بصورة تناسبه شخصيًا. إن علاقة الإنسان بالله تتوطد من خلال الممارسات الروحية التفاعلية، وليس السماع فقط. أما من يظن أنه بكثرة معرفته العقلية، أو بكثرة تأثره عاطفيًا قادر أن يسمو روحيًا، يشبه سيدةٌ تستمتع كثيرًا بمتابعة برامج طهي الطعام، وتمدح من يقدمونها، لكنها نادرًا ما تدخل المطبخ لتعد وجبة من تلك الوجبات، وهكذا ستظل جائعة، مع أنها تفتخر بمعرفتها الكثيرة. لقد أكد الكتاب المقدس ضرورة عدم الاكتفاء بالسماع فقط، بل طالب كل أحد بالتدقيق، وفهم ما يسمعه، وأيضًا بالتعمق في حفظه في القلب، لكي يكون له تأثير فعال في سلوكه وحياته العملية، ولهذا أيضًا أمر الرب ملاك كنيسة ساردس، قائلًا: "فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ" (رؤ 3: 3). |
||||
18 - 12 - 2022, 11:58 AM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
القوة المتدفقة من الصليب "فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ... وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ" (مت 27: 50-52). إن موت الرب يسوع المسيح على الصليب في الساعة التاسعة صاحبه قيامة الكثير من أجساد القديسين، ولكن لماذا لم تتأخر قيامة هؤلاء القديسين، لتتزامن مع قيامة الرب يسوع؟ لقد فجر موت الرب يسوع الفادي الحبيب على الصليب قوة جبارة، نتيجة الرضا والقبول الإلهي للمؤمنين باسمه. إن قوة القيامة تكمن في دم المسيح المسفوك على الصليب، كقول الكتاب: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كو 1: 18). أما قيامة الرب فهي الإعلان الإلهي الصريح، الذي أدركناه من خلاله قوة فداء ودم المسيح، ونصرته على الشيطان العدو الشرير. إن كل مؤمن تائب يصطلح مع الله حينما تغفر خطاياه بقوة دم المسيح المسفوك على الصليب، كقوله: "وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ..." (كو 1: 20). وليس ذلك فقط بل بدمه يصير المؤمن التائب قريبًا من الله، بعد أن كان بعيدًا وغريبًا عنه، كقوله: "وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ" (أف 2: 13). القارئ العزيز.. إن النفس البشرية تصير في خطر عظيم حينما يحجب الله وجهه عنها (لأجل خطاياها وآثامها)، لأنها في ذلك الوقت تكون فريسة سهلة للشيطان، والعكس صحيح، لأنها تكون في ذلك الوقت قريبة من الله تتمتع برضاه عليها، وبالتالي تمتلئ من نعمته وقوته. لقد تضرع المرنم بلجاجة، قائلًا: "أَسْرِعْ أَجِبْنِي يَا رَبُّ. فَنِيَتْ رُوحِي. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي، فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ" (مز 143: 7). لذلك، إياك يا أخي الحبيب أن تبقى مستكينًا في خطيتك، لأن بقاءك مستكينًا في خطيتك يحجب وجه الله عنك، ويسلمك ليد إبليس الخصم الشرير. قم سريعًا.. قدم توبة معترفًا بخطيئتك، التي تنغص عيشك... اطلب غفران خطاياك بدم المسيح الذي يقربك من الله للرضا عنك، ولنيل البركات، كقول الكتاب لشاول الطرسوسي: "وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيًا بِاسْمِ الرَّبِّ" (أع 22: 16). |
||||
18 - 12 - 2022, 11:59 AM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الحذر واليقظة جاءت الملائكة لتخدم الرب يسوع، بعد انتصاره على إبليس في التجربة على الجبل، كقوله: "ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ" (مت 4: 11). ولكن القديس لوقا يستدرج سريعًا، قائلًا: "وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ" (لو 4: 13). إنه من الضروري أن ندرك أن النصرة النهائية على إبليس لن تتم، إلا بانتهاء معركتنا معه في نهاية حياتنا الأرضية. لقد أراد معلمنا بولس الرسول تأكيد حقيقة انتصار أولاد الله في معاركهم ضد إبليس، وذلك بوصفه مسيرتنا مع الرب يسوع بموكب المنتصرين، الذين لا يكفوا عن تحقيق النصر في جهادهم، قائلًا: "وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ" (2كو 2: 14). هذا ويوفر الله لنا على الدوام التعزيات، ويمتعنا (في حربنا مع إبليس) بالفوز كثيرًا، لكن يجب علينا الحذر من التراخي، الذي يجعل النفس فريسة سهلة لعدو الخير. لقد حُمِلنّا هذا العام ببركات كثيرة بعد جهاد وصلوات أسابيع الصوم الكبير، وأسبوع آلام ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المملوء بالبركات والتعزيات، وقد شاء الله أن يتضاعف هذا الجهاد الروحي هذا العام، بسبب ضيقة وباء كورونا التي أصابت العالم كله، ولكن الكتاب يعلمنا ضرورة الحذر والاستعداد الروحي إلى المنتهى، كقوله: "... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَة" (في 2: 12). فلذلك، عندما ينعم عليك الله بنعمة الحفظ من الشر وببعض التوفيق في حياتك الروحية، لا تنسى يا أخي أن الحرب لم تنهي بعد، لأن إبليس قد يفارق الأحياء إلى حين، ثم يعاود هجومه عليهم مرة أخرى. كن حذرًا... إياك أن ترخي سلاح الصلاة أو الدراسة والغوص في أعماق كلمة الله، التي قيل عنها: "وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (2 تي 3: 15). عش حياتك اليومية، وتمتع بما أنعم به عليك الله من خيرات شاكرًا فرحًا بنعمته، ولكن دون انغماس في الشهوات التي تحارب النفس، وتُضعِفَّها، ضع حدًا لشهوات جسدك، لا تتركه يقودك، إلى حيث لا تعلم. إن الله يشاء ألاَّ تعوقك شهوة أو خطية عن المضي معه، فكن دائمًا متأهبًا للانطلاق معه، كقوله: "لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً... حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ" (لو 12: 35، 36) |
||||
18 - 12 - 2022, 12:00 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الصليب معصرة جازها الرب إن ما يُعصرَ يُخْرِجُ ما بداخله، كقول الكتاب: "لأَنَّ عَصْرَ اللَّبَنِ يُخْرِجُ جُبْنًا، وَعَصْرَ الأَنْفِ يُخْرِجُ دَمًا، وَعَصْرَ الْغَضَبِ يُخْرِجُ خِصَامًا" (أم 30: 33). كذلك الضيق يكشف ما بداخل الإنسان، ذلك لأن وقت الشدائد يكشف معدن الإنسان. أظهر صليب المسيح -بكل ما فيه من آلام نفسية وجسدية قاسية- ما بداخل قلبه من قداسة وطهارة وحب. ولهذا ارتعب قائد المئة المكلف بصلب الرب يسوع لما عاين فيه وداعة ولطف، لم يرّْ مثلها من مصلوب من قبل. فقد كان معتادًا أن يسمع ألفاظ السبّاب واللعن والتذمر من أفواه المحكوم عليهم بالصلب، ولكنه هذه المرة رأى إنسانًا وديعًا لطيفًا يطلب الغفران لصالبيه.. رأى المصلوب مُحبًا لا يهتم بمعاناته، لكنه يهتم بتدبير حياة أُمَهُ من بعده.. رآه قائد المئة أيضًا شفوقًا رحيمًا يُنصت ويستجيب لطلبة مجرم مصلوب تائب. لقد كان الصليب أعظم امتحان أظهر للبشرية استحقاق الرب يسوع للمجد والكرامة، كقوله: "وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ" (يو 17: 5). القارئ العزيز.. لا تستغرب متسائلًا، لماذا تصيب الأوبئة والمجاعات والكوارث الطبيعية والحروب الجميع أبرارًا وأشرارًا؟! إن الضيق امتحان أو معصرة تُخرج ما بداخل الإنسان من خير أو شر. وكثيرًا ما أظهرت ضيقات (مثل ضيقة كورونا الحالة هذه الأيام) إيمان الكثيرين الذين ألقوا رجاءهم على الله، وأظهرت أيضًا حب من مدَّ يد المساعدة للفقراء الذين فقدوا وظائفهم، وأظهرت أيضًا أمانة الكثيرين من العاملين بالقطاع الطبي، وأظهرت اهتمام وتمسك البعض برعاية غير القادرين على رعاية أنفسهم، وهكذا... إن مثل هذه الضيقات فرصة للشهادة عن حب وطبيعة المسيح القدوس الذي يؤمنون به، كقول الكتاب: "فَيَؤُولُ ذلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً" (لو 21: 13). في النهاية.. اعلم أيها القارئ العزيز أن المجد والضيق في حياة أولاد الله المباركين أمران متلازمان، لا يفترقان أبدًا. قل لنفسك إذا أصابتك ضيقة: إنَّ الله شاء أن يهبني شيئًا من مجده من خلال هذه الضيقة، لأنه هكذا وصف الكتاب المقدس آلام صلب الرب يسوع المسيح، قائلًا: "... لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ" (يو 7: 39)، ولكن أنصحك أن تصلي وتسهر دائمًا، لتكون مستعدًا لمثل هذه الأوقات، لأن الضيقات تأتي فجأة، لتغربل، وتفرز البشر، كقول الرب لبطرس الرسول: "وَقَالَ الرَّبُّ: سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ..." (لو 22: 31-32). |
||||
18 - 12 - 2022, 12:01 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
لا تخافا أنتما... نزل ملاك الرب من السماء، ودحرج الحجر الذي على باب القبر ليعلن حقيقة قيامة الرب يسوع المسيح من الأموات، فصار الحراس كأمواتٍ، كقوله: "فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ، فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ" (مت 28: 4، 5). لقد شاء الله أن يُظهر قوته للحراس من خلال رؤيتهم لملاك الرب، أثناء نزوله من السماء، وقد كان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج، هذا بالإضافة إلى الرعب الناشئ من تأرجح الأرض التي كان الحراس واقفين عليها بسبب الزلزلة التي حدثت. لقد سمح الله أن يشعر الحراس بضعفهم، لعلهم يمجدوه، ويهابوه، ساجدين له كما فعل يوحنا الرسول الحبيب، كقول الكتاب: "فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلًا لِي: لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ 1: 17). إن الله يظهر قوته وجبروته للمتكبرين المعاندين من البشر، ولا مانع لديه من أن يُرعبهم بجلال قوته وعظمة جبروته، لعلهم يعترفون بضعفهم ويخضعون له قبل فوات الأوان، وذلك كقول الكتاب: "فَيُخْفَضُ تَشَامُخُ الإِنْسَانِ، وَتُوضَعُ رِفْعَةُ النَّاسِ، وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ" (إش 2: 17). ولكن البعض يعترضون على إظهار الله لهيبته وجبروته المعلن من خلال خليقته (الطبيعة). ولكنهم يتناسون أنهم سيقفون أمام الله الديان العادل في يوم غضبه، فكيف سيواجهونه، وماذا سيفعلون في ذلك اليوم؟! أليس من الأجدر بهم أن يخضعوا له، ويطيعونه الآن، ولا يعاندوه قبل فوات الأوان!! أما من يهاب الله، ويعترف بسلطانه، ويمجده، ويتضع أمامه، فهذا ينزع عنه الله الخوف، كما نزع عن يوحنا عبده، وعن المريمات اللائي خاطبهن الملاك، قائلًا: ".. لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا..". القارئ العزيز... قد يُظهر الرب عظمة قدرته وسلطانه وجبروته سواء من خلال الطبيعة (زلازل، براكين، عواصف، سيول...) أو من خلال تغيرات عالمية (حروب، أوبئة، أزمات اقتصادية غير متوقعة، تغيرات سياسة...) فإذا شَعرْتَ بعظمة الله في ذلك الحين، اسجد أمام هيبته، واتضع أمام بهاء عظمته، واعطه المجد، واعبده بخشية، ولكن لا تخف، لأن ملاك الرب سبق وطمأن خائفي الرب الطالبين رضاه، بقوله للمريمات: "لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ" تمسك بهذا الوعد، قائلًا: أنا أطلب يسوع المسيح المصلوب الحنون الوديع، الذي استجاب طلبة اللص اليمين، والذي لا يُخزي طالبيه. |
||||
18 - 12 - 2022, 12:03 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
لماذا تخاف من النوم؟!! "أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. اسْتَيْقَظْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِي" (مز 3: 5). تصلي الكنيسة في نهاية طقس جمعة الصلبوت المزمور الثالث من سفر المزامير حتى عبارة أنا اضطجعت، ونمت. إن باقي هذه العبارة: "ثم استيقظت"؛ تشير لقيامة الرب يسوع المسيح. إنها نبوة، قائلها هو داود النبي والملك بلسان الرب، الذي لم يكن خائفًا من أمر موته، لأنه كان يعلم أنه سيقوم ثانية في مجد عظيم، كقوله: "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا" (مز 16: 10). إننا حينما نصلي هذا المزمور كل يوم نؤكد إيماننا الثمين بالقيامة من الأموات، ولكن كما أن الموت لم يكن يُخيف الرب يسوع، لأنه قادر على القيامة من الموت، كقوله: "... بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا..." (يو 10: 18). هكذا نحن أيضًا نثق أننا سنقوم من الأموات بقوة قيامة الرب، كقوله: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ" (1تس 4: 14). إننا لا نخاف الموت، لأننا نرى أن ما بعد الموت هو الأفضل لنا، لأن بعد الموت لن يكون هناك فساد، ولا هوان، بل مجد، ولن يكون هناك ضعف، بل قوة. لقد أطلق الرب يسوع على موت الجسد تعبير رقاد (في حادثة إقامة ابنة يايرس) أي نوم، وهذا يعني أن الموت نوع من الراحة بعد إجهاد وتعب النهار (نهار العمر) وكما يلي النوم استيقاظ، هكذا أطلق الكتاب تعبير استيقاظ على القيامة، كقوله: "وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ..." (دا 12: 2). إن من يستيقظ من النوم بعد أن استراح، يستيقظ في نشاط وحيوية، ليتمتع بصباح جميل مشرق بأمل جديد. القارئ العزيز... إن كان الرب سيقيمك، ويحضرك مرة أخرى في صورة أفضل، فلماذا تخاف؟ فقط اطلب منه أن يعطيك استعداد لتلك الساعة... استودع روحك من الآن بين يدي إلهك الحبيب، الذي أصعد معه موسى النبي فوق جبل نبو، وهو عالم أنه سيفارق هذه الحياة، كقوله له: "اِصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ... وَمُتْ فِي الْجَبَلِ الَّذِي تَصْعَدُ إِلَيْهِ..." (تث 32: 49، 50). ولم يتركه الله يموت وحده في الجبل، لكنه اهتم بجسده، كقوله: "فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ... وَدَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ.." (تث 34: 5، 6). ولكن حياة النبي العظيم لم تنتهِ. عند هذا الحد، لقد أحضره الرب يسوع المسيح مع إيليا النبي الناري فوق جبل التجلي، ليتكلما معه، كقوله: "وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ" (مت 17: 3). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا-القس بيشوي فايق-عظة قداس الاحد |
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق |
صانع الخيرات |
يا صانع الخيرات |
كتاب رسالة تعزية للراهب كاراس المحرقي |