رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الحقيقة إن كانت الإصلاحات التي قام بها يوشيا - قبل العثور على سفر الشريعة - كانت هائلة وشاملة، لم تتوقف على يهوذا فقط بل امتدت إلى إسرائيل أيضًا، إلا أنها كانت وكأنها إصلاحات خارجية. لكن التغيير الحقيقي - كما نعلم - دائمًا ما يأتي من الداخل. وهو ما حدث بعد قراءة سفر الشريعة، فلقد رقَّ قلب الملك وتواضع ومزّقَ ثيابه. ودخل بيت الرب مع جميع الشعب، «وَوَقَفَ الْمَلِكُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَطَعَ عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ الرَّبِّ، وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ الْقَلْبِ وَكُلِّ النَّفْسِ، لإِقَامَةِ كَلاَمِ هذَا الْعَهْدِ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا السِّفْرِ. وَوَقَفَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عِنْدَ الْعَهْدِ» (ظ¢ملوكظ¢ظ£: ظ£). فما استجد من تغيير بعد ذلك، وإن كان أقل حجمًا لكنه أكثر عمقًا وتحديدًا! فلقد تركزت الإصلاحات فيما بعد على بيت الرب الذي أخرج يوشيا منه السارية وجميع الآنية المصنوعة للبعل والسارية وحرقها. وكذا هدم بيوت المأبونين (الشواذ) التي عند بيت الرب! «وَكَذلِكَ السَّحَرَةُ وَالْعَرَّافُونَ وَالتَّرَافِيمُ وَالأَصْنَامُ وَجَمِيعُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي رُئِيَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ، أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ» (ظ¢ملوكظ¢ظ£: ظ¢ظ¤). لكن أشد ما يلفت النظر في هذا الإصلاح الأخير هو إبادة الترافيم. والترافيم هي: التماثيل المنزلية domestic، وهي الكلمة التي تأتي عن كل ما هو منزلي وبيتي وصغير وأليف ومُطَوع. لكن لم تشفق عين يوشيا على هذه الأمور التي تبدو محببة وصغيرة ومألوفة وcute! بل «أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ». لقد غَيَّر يوشيا شكل المملكة بتطهيرها تطهيرًا كاملاً وكذا بيت الرب وبيوت الشعب. ولكن الأهم من التغير الخارجي، كان التغير الداخلي الحادث في قلب الملك: «وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ» (ظ¢ملوكظ¢ظ£: ظ¢ظ¥). لكن حاول الملك أيضًا قيادة كل الشعب (جميع الموجودين) إلى عبادة الرب. “وَأَوْقَفَ he made all take a stand” كُلَّ الْمَوْجُودِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَنْيَامِينَ». «فَعَمِلَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ حَسَبَ عَهْدِ اللهِ إِلهِ آبَائِهِمْ. “وَجَعَلَ” جَمِيعَ الْمَوْجُودِينَ فِي أُورُشَلِيمَ يَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلهَهُمْ. “كُلَّ أَيَّامِهِ” لَمْ يَحِيدُوا مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمْ» (ظ¢أخبارظ£ظ¤: ظ£ظ¢، ظ£ظ£). ويبدو لنا وكأن الشعب قد عاد أخيرًا إلى الرب إلهه... لكن مهلاً لحظة... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|