أنَّ يُوحنَّا لم يكن باستطاعته إعطاء العماد الّذي يغفر الخطايا، أعلن عن مجيء من يستطيع ذلك بعده. تُعدّ معمودية يُوحنَّا التائبين لمعمودية النار والروح القدس، التي سيمنحها المسيح " أَنا أُعمِّدُكم في الماءِ مِن أَجْلِ التَّوبة، وأَمَّا الآتي بَعدِي فهو أَقْوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار" (مَتَّى 3: 11). كان يُوحنَّا المَعمَدان ينبئ بالعماد في الروح والنار، لذلك لم تكن معمودية يُوحنَّا إلا مؤقتاً،
ويُعلق القديس أمبروسيوس "كثيرين يتطلّعون إلى يُوحنَّا المَعمَدان كرمز للناموس، بكونه يقدر أن ينتهر الخطيئة، لكنّه لا يقدر أن يغفرها".
ولم تكن معموديّة يُوحنَّا تحمل في ذاتها القدرة على غفران الخطايا والتقدّيس، ولم يكن لها أن تهب البنوّة لله، الأمر الذي انفردت به معمودية المسيح، إنّما ما حملته من قوّة فقد استمدّته كرمز من قوّة المرموز إليه، كما حملت الحيّة النحاسيّة قوّة الشفاء خلال الصليب الذي ترمز إليه.