"فصعد إبرام من مصر هو وامرأته وكل ما كان له ولوط معه إلى الجنوب (Negeb)" [1].
إن كان إبرام قد نزل إلى مصر من اجل المجاعة وكاد أن يفقد زوجته ساراي، لكن من أجل نقاوة قلبه لم يتركه الله في مصر بل حفظ له زوجته وأعطاه نعمة في عيني فرعون الذي حثه على الصعود من مصر، قائلًا له: "والآن هوذا امرأتك، خذها واذهب، فأوصي عليه فرعون رجالًا فشيّعوه وامرأته وكل ما كان له" (12: 19، 20). في هذه المرة لم يظهر له الرب لكي يدعوه للخروج. وإنما حدثه خلال فرعون الذي التجأ إبرام إلى أرضه، وكأنه يحدثه باللغة التي تناسبه في ذلك الحين. هذه هي معاملات الله مع الإنسان، إنه يحدث كل إنسان حسب ما يرتضي الإنسان لنفسه، فإذ كان إبرام بسيطًا للغاية في إيمانه ظهر له وكلمه مباشرة، وإذ لجأ لفرعون حدثه بفرعون، وعندما صار بلعام جاهلًا كالآتان حدثه خلال آتانه (عد 22: 28-30)، وعندما كان شاول الطرسوسي عنيفًا للغاية حدثه خلال لغة فقدان بصيرته المؤقتة (أع 9: 8، 9)، وإذ كان المجوس منهمكين بالدراسات الفلكية حدثهم بالنجم... هكذا يخاطب الله الإنسان بلغته.