رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قبول الصليب إن كان يليق بالمسيحي أن يتحرر من عبودية محبة المال وقيود طلب الغنى الزمني لترتفع نفسه بالروح القدس متحررة نحو السماويات، تعيش مع عريسها الأبدي تحمل سماته، فإنه لا يمكن التمتع بالمسيح المصلوب في أمجاده دون مشاركته الصليب، لهذا كان السيد المسيح يوجه أنظار تلاميذه نحو صليبه وآلامه وموته كطريق حقيقي للمجد. "وأخذ الاثني عشر، وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان. لأنه يُسلم إلى الأمم ويُستهزأ به ويُشتم ويُتفل عليه. ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم. وأما هم فلم يفهموا من ذلك شيئًا، وكان هذا الأمر مخفي عنهم، ولم يعلموا ما قيل" [31-34]. سبق لنا التعليق - بأقوال الآباء - على هذه الكلمات المقدسة في تفسير مت 20: 17؛ مر 10: 32-34؛ مر 8: 31-33). على أي الأحوال إن كان السيد قد سبق فأعلن لتلاميذه عن آلامه لكي يهيئهم لقبولها كسمة رئيسية في حياة صديقهم السماوي، فإنه يعلن دومًا وبصراحة عن التزامنا بقبول آلامه لنحمل سمته فينا، فنتأهل أن ندخل شرف دائرة صليبه ونكون شركاء المصلوب! *إذ سبق فرأى المخلص قلوب تلاميذه تضطرب لآلامه سبق فأخبرهم بما يحتمله من آلام ومجد قيامته البابا غريغوريوس (الكبير) *تحدث مع تلاميذه عن آلامه منفردًا، إذ لم يكن لائقًا أن يعلن ذلك للجماهير لئلا يضطربوا، إنما سبق فأخبر تلاميذه حتى إذ يتوقعونها يقدرون أن يحتملونها... لقد سبق فأنبأ إشعياء عن ذلك، قائلًا "بذلت ظهري للضاربين، وخدّي للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق" (إش 50: 6)، كما أنبأ عن الصلب: "سكب للموت نفسه، وأُحصي مع آثمة" (إش 53: 12)... لكن داود أنبأ عن قيامة المسيح: "لا تترك نفسي في الجحيم" (مز 16: 10) القديس يوحنا الذهبي الفم *طريق الله صليب يومي. لم يصعد أحد إلى السماء براحة. إننا نعلم إلى أين يؤدي طريق الراحة، وأين ينتهي. أما من يكرس نفسه لله من كل قلبه فلن يتركه الله بدون اهتمام، بل يجعله يهتم من أجل الحقيقة، وعندئذ يدرك أن الأحزان المرسلة إليه ليست سوى دليل عناية الله به مار إسحق السرياني |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصليب هو قبول استسلام كامل |
تصميم | ظهور الصليب المجيد (عيد الصليب) |
حمل الصليب معناه أيضًا قبول طرح الذات |
المحبة تساعدنا على قبول الصليب |
قبول الصليب |