يلزم أن العابد يقدم ذاته في يوم العيد، بعد تناوله القربان المقدس لخدمة هذه الملكة. مع ألتماسه منها نعمة تلك الفضيلة التي يكون هو في الأيام المتقدمة عزم على أكتسابها، أم أنه يطلب منها نعمةً أخرى خصوصيةً. وأمرٌ مفيدٌ هو أن يصير في كل سنة الأجتهاد، في أحد الأعياد الذي يكون للعابد تعلق قلبٍ به أشد مما سواه. في أن يجدد في هذا العيد عبوديته لهذه الأم الإلهية بأكثر حرارةٍ، وبأشد أنعطافٍ، وبأفضل نوعِ. متأهباً ليكرس ذاته من جديد لخدمتها، متخذاً إياها شفيعته ومحاميته الخصوصية. وأماً له بأحترامٍ تقويٍ خاص. وحينئذٍ يلزمنا أن نطلب من العذراء المجيدة الغفران عما صدر منا من التهاون في عبادتها في تلك السنة الماضية، وأن نعدها بالأمانة في خدمتها بكل نشاطٍ في السنة المقبلة. وأخيراً أن نلتمس منها بتضرعاتٍ حارةٍ أن تقبلنا عبيداً لها، وأن تستمد لنا نعمة الميتة الصالحة.*