منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 11 - 2022, 12:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,588

أربع عائلات مقدسة


أربع عائلات مقدسة

يكشف هذا الأصحاح عن غاية السفر كله ألا وهو اهتمام الله نفسه والسمائيين وسرورهم بل وخدمتهم لإقامة عائلة بشرية مقدسة؛ وفي نفس الوقت مقاومة إبليس وملائكته الأشرار لأية أسرة مقدسة.
يُقَدِّم لنا السفر أربع عائلات مقدسة، كل عائلة لها ظروفها المختلفة تمامًا عن بقية العائلات، لنتعرَّف على إمكانية العائلة المقدسة.
العائلة الأولى: طوبيت وزوجته حنة وابنهما طوبيا بنينوى، وهم في الشتات أو في أرض السبي، يعجزون عن الذهاب إلى مدينة الله أورشليم والتمتُّع بهيكل الرب.
اتَّسم طوبيت بالتقوى ومحبة العطاء ودفن القتلى، وهذا كان يُعَرِّضه للقتل، إذ يحسب الإمبراطور هذا العمل تحديًا له شخصيًا. لم نسمع أن زوجته قبل إصابته بالعمى اعترضت على عطائه بسخاء واهتمامه بدفن القتلى.
بدأت مشكلة زوجته معه بعد أن أصيب بالعمى، فمع قيامها بالعمل بإخلاص للإنفاق على الأسرة، جاءت يومًا ما تحمل جديًا صغيرًا قُدِّم لها هدية من أجل أمانتها وإخلاصها في العمل وتقواها. إذ سمع طوبيت صوت الجدي لم يكن قادرًا على تصديق أن إنسانًا يعطي من تقوم له بالحياكة جديًا كهدية تذبحه في عيد الفوريم بجانب تقديم الأجرة لها. لقد ظن طوبيت أن الجدي مسروق، فرفض دخول الجدي بيته. انفعلت حنة لهذا الاتهام، وبدأت تهينه بكلمات جارحة! عبر الموقف ولم يُعاتِبها طوبيت على هذه الإهانة، بل وهو يتوقَّع موته، أوصى ابنه طوبيا أن يُحسن التعامل معها، ويسمع لها ويطيعها، كما طلب منه أن يدفنها في القبر الذي يُدفَن فيه.
إنها صورة جميلة يُقَدِّمها طوبيت وحنة لابنهما طوبيًا، إنهما وإن اختلفا في الرأي لكنهما يعيشان بروح التقوى والحب. مرور الزمن لم يجعلهما شديدي الحساسية بسبب ضعف الأعصاب كما يشتكي كثيرون من المتقدمين في السن، إنما كان يزيدهما حبًا وحكمةً ووحدةً في الرب. صورة رائعة عكست بركات كثيرة على ابنهما الوحيد طوبيا!
إن كان طوبيا يرمز للسيد المسيح في أمورٍ كثيرة، فقد كان ثمرة الحب الحقيقي بين أبيه وأمه وتحديهما لأية انفعالات بشرية ليعيشا في الرب، حافظين الوصية الإلهية.
حقا كان لطوبيت وحنة ضعفاتهما، لكن معالجتهما للمواقف كانت رائعة، سترت على ضعفاتهما فلم يكن لهذه الضعفات أية آثار سلبية في حياة وحيدهما طوبيا!
العائلة الثانية: رعوئيل وزوجته عدنا Edna وابنتهما الوحيدة سارة باحمتا (اكباتانا Ecbatana) في مادي Media،Madai . وهي عائلة تقية، تمُت بصلة قرابة لطوبيت، من سبط نفتالي. مع تقوى الأسرة غير أنهم كانوا يعيشون في مرارة بسبب التجربة التي حلَّت بهم.
كانت سارة فتاة حكيمة رزينة وجميلة، كلما تقدَّم لها شاب ليتزوجها (غالبًا ليس من بني جنسها) يقتله شيطان يُدعَى أسموديوس قبل أن يقترب إلى سارة، تكرَّر هذا الأمر مع سبعة شبان. لم يكن أحد يعرف ما وراء هذا التصرُّف، غير أنه في مخطوطة قبطية قيل إن الشيطان كان يحبها ولا يريد أحدًا أن يتزوجها.
أرجو أن يعطيني الرب فهمًا لتوضيح ما معنى حب الشيطان لها، وهو كائن لا يعرف الحب، بل يدعوه السيد المسيح "قتَّالاً للناس من البدء" (يو 8: 44)، مُبغِضًا للبشرية.
كيف كان الشيطان يحب سارة؟ حُب الشيطان هو كراهية، لأنه يريد لمن يحبهم أن يشاركوه عذبات الجحيم. يقول القديس أغسطينوس ليتنا في نزاعنا مع إخوتنا نكون كالحمام الوديع، الذي في نزاعه ينقرون بعضهم البعض دون أن يُسَبِّبوا أية أذية، وبعد النزاع يطيرون معًا ويأكلون معًا كما لو لم يحدث أي نزاع. وفي تقبيلنا لبعضنا البعض لا نكون كالذئاب التي إن قبَّلت حملان تفترسها! فنزاع الحمام مُفرِح، وقبلات الذئاب مُهلِكة!
ربما أدرك أغلب سكان المدينة، خاصة المحيطين بالأسرة، قصة قتل السبعة شبان في يوم زفاف كل منهم لسارة. قصتهم هذه كانت مثيرة وغريبة، حتى أن الجواري تجاسرن ووبَّخن سارة، متهمات هذه الفتاة أنها تقوم بقتلهم، وطلبن منها أن تموت هي معهم!
كانت سارة مُحِبّة للصلاة، فلم تدخل في مناقشات غبية معهن، بل لجأت إلى الله ليرفع عنها مرارة نفسها. واستجاب الله لها كما سنرى في بقية السفر كما هيَّأ لها أن تتزوج إنسان الله طوبيا.
العائلة الثالثة: طوبيا بن طوبيت وزوجته سارة ابنة رعوئيل. هذه العائلة التي هي ثمرة صلوات العائلتين التقيتين السابقتين. بالحقيقة على وجه الدقة هي ثمرة صلوات طوبيت والد طوبيا وصلوات سارة نفسها التي حملت نفس الروح. أحدهما كان يُصَلِّي في نينوى، والثانية كانت تُصَلِّي في أحمتا بمادي، رفع كل منهما الصلاة في نفس اليوم دون أن يعرف الواحد الآخر. تطلَّع الله نفسه إلى مرارة نفسيهما، مع الشعور بعجز الاثنين عن الوصول إلى حلٍ لمتاعبهما. الأول فقد بصره وصار موضوع سخرية زوجته في فترة ما من حياتهما، والثانية تسبَّبت في موت كل من تقدَّم للزواج منها قبل الاقتراب إليها، وصارت موضوع سخرية جواريها. تدخَّل الله في الاستجابة لصلوات الاثنين اللذين سبَّحا الله وشكراه، وتركا الأمر في يديه دون تقديم أي مطلبٍ مُعيَّنٍ.
بلغت صلوات الاثنين في وقتٍ واحدٍ أمام الله في حضرة رئيس الملائكة رافائيل، الذي يُسرّ بالطاعة لله، وبخدمة البشر في الرب. كم كانت مسرته أن يُحَقِّق خطة الله للأسرتين بالظهور كخادمٍ يعمل بالأجرة؛ مع أنه غير محتاج إلى مالٍ أو إلى أية عطية أرضية.
سرور رئيس الملائكة بهذا العمل يرمز لمسرّة كلمة الله أن يتجسد ويُصلَب كعبد ٍ من أجل البشرية. قال عنه الرسول بولس: "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلي نفسه، آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في 2: 6-8). كما قال: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكّمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12: 2).
العائلة الرابعة: لا نعرف عنها سوى الرجل وهو غابيلوس، ولا نعلم إن كان متزوجًا أم لا. إنما ما نعرفه أنه يحمل سمات رائعة بروح التقوى:
أ. إنه أمين ومخلص، احتفظ بفضة طوبيت كوديعةٍ، كانت محفوظة في أكياسٍ مختومةٍ لم يفتحها طوال هذه السنوات.
ب. كان يشعر بأنه محتاج إلى صلوات طوبيت وزوجته حنة لأنهما تقيين.
ج. يحسب نجاح أصدقائه نجاحًا له. كثيرون يشاركون إخوتهم وأصدقاءهم في أحزانهم، لكنهم يحسدونهم ويغيرون منهم متى نالوا نجاحًا وبركات سماوية أكثر منهم. يصعب على كثيرين أن يجدوا من هم حولهم صاروا أكثر منهم في الغِنَى أو البركات أو النجاح حتى الروحي.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نماذج من عائلات السمندر
الإفراج عن عائلات محتجزة
عائلات أصولها كردية عاشت في مصر
كيف يمكن ان تبني شقة ١٠٠ متر مربع على أرض ٤ متر مربع
فَشْحور من رؤساء عائلات الكهنة


الساعة الآن 02:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024