رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* أن تُدعى إنسانًا، فهذا من عمل الله، وأن تُدعى خاطئًا، فهو من عمل الإنسان ذاته. امحِ ما تفعله أنت، لكي يُخَلِّصْ الله ما قد فعله. يليق بك أن تكره عملك الذاتي فيك، وتحب عمل الله فيك. عندما لا تسرك أعمالك الذاتية، بهذا تبدأ أعمال الله الصالحة، إذ تجد خطأ في أعمالك الشريرة. الاعتراف بالأعمال الشريرة بداية الأعمال الصالحة. إنك تعمل الحق، وتأتي إلى النور. كيف تعمل الحق؟ لا تدلِّل نفسك، ولا تهادنها، ولا تتملقها، ولا تقل: "إني بار"، بينما أنت غير بارٍ؛ هكذا تبدأ تفعل الحق. تأتي إلى النور لكي ما تُعلن أعمالك أنها بالله معمولة، لأنه لا يمكنك أن تبغض خطيتك ما لم يشرق الله فيك، ويظهر لك الحق. أما من يحب خطاياه حتى بعد نصحه، فهو يبغض النور الذي ينصحه، ويهرب منه. فالأعمال التي يحبها لا تظهر له أنها شريرة. من يفعل الحق يَتهم أعماله الشريرة فيه، ولا يبرر نفسه، ولا يصفح عن نفسه حتى يغفر له الله. من يرغب في أن يغفر له الله، فليعرف خطاياه بنفسه، ويأتي إلى النور، حيث يشكر (الله) على إظهاره ما يلزم أن يبغضه في نفسه. إنه يقول لله: "ردّ وجهك عن خطاياي". ولكن بأي وجه يقول هذا ما لم يضف: "لأني أنا عارف بآثامي، وخطيَّتي أمامي في كل حين" (مز 51: 11). لتكن آثامك أمامك يا من لا تريدها أن تكون أمام الله. أما إن وضعت خطاياك خلفك، فسيدفعها الله ليجعلها أمام عينيك، يحدث هذا في الوقت الذي لا يعود يوجد فيه ثمر للتوبة . القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|