18 - 10 - 2022, 06:36 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
إلقاء الهم على الله:
"اكشف للرب طريقك واتكل عليه وهو يصنع.
ويخرج مثل النور عدلك (برك)،
ومثل الظهيرة أحكامك (حقك) [5-6].
إذ نجد في الرب بهجتنا ولذتنا، يليق بنا أن نصارحه بكل مخاوفنا وهمومنا وكل أمورنا الكبيرة والصغيرة وهو يصنع أو يجري كل حياتنا حسب مشورته الصالحة.
جاءت كلمة "اكشف" في العبرية بما معناه "دحرج"، وكأنه يليق بالمؤمن أن يتخلص من كل أحماله واهتماماته بدحرجتها على الله (هو 5: 9)، وهي تُستخدم ببساطة بمعنى "إلقِ" (أم 16: 3) أو "ثق" (عب 9)، وجاءت في الترجمة السبعينية "اكشف"...
إذ نؤمن بالله في حياتنا العملية اليومية لا نخف الغيوم المحيطة بنا، بل نثق في شمس البر المختفي وراءها، هذا الذي يشرق على مؤمنيه الأتقياء ليعلن براءتهم وحقهم، إذ يقول المرتل:
"ويُخرج مثل النور عدلك،
ومثل الظهيرة أحكامك" [6].
بينما ينجح الأشرار يتألم الأبرار ويُتهمون ظلمًا أنهم أشرار. قد تتشوه سمعتهم إلى حين بافتراءات، فيكونون كالشمس المختفية وراء الغيوم والضباب، لكن ما أن تنقشع هذه حتى تظهر استقامة حياتهم، وتسطع كنور الشمس وقت الظهيرة، فتنتهي حياتهم بالفرح وكما يقول إشعياء النبي: "حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك، وتنبت صحتك سريعًا، ويسير برك أمامك، ومجد الرب يجمع ساقتك" (إش 58: 8).
لقد أشرق الله على البشرية وقت الظهيرة حين أعلن كمال بهاء حبه على الصليب ليبدد ظلمة الخطية في قلوبنا.
* في وقت الظهيرة ظهر الله لإبراهيم عند بلوطات ممرا (تك 18: 1)، فأشرق عليه نور الحضرة الإلهية الأبدي. وفي الظهيرة يدخل يوسف الحقيقي إلى بيته ليأكل (تك 43: 25). هذا اليوم يضيء بالأكثر عندما نحتفل بالأسرار المقدسة [حيث يشرق السيد المسيح المصلوب على المذبح وسط شعبه].
* [أين تربض عند الظهيرة؟" (نش 1: 7)].
وحينما نتحدث عن الكلمة وضيائه الذي يشرق عليها، فتلتفت إليه قائلة: "أين ترعى قطيعك؟ أين تستريح عند الظهيرة؟"... كان الوقت "ظهيرة" عندما احتل يوسف مكانه وسط إخوته في المأدبة، وكشف لهم عن أسرار الأزمنة المقبلة (تك 43: 15)... كما أعلن بولس ذاته أن النور أبرق حوله كالظهيرة عندما اهتدى من مضطهد الكنيسة إلى النعمة (أع 9: 3) .
القديس أمبروسيوس
|