لذا علينا أن نكون رجال صلاة:
الصلاة هي التي تؤهّلنا حقًّا لنكون حلقَةَ وصلٍ بين الناس والله. بالتالي، صار لزامًا علينا أن نتوجّه دائماً إلى الله، أوليس هو مَن قال لنا "إسالوا تعطوا، أطلبوا تجدوا"؟ وهكذا، نستمدّ منه النعمة الفعّالة للقيام بواجباتنا كافّة، ولا نتّكل فقط على قِوانا ومهاراتنا، "بدوني، أي بدون نعمتي، لا تستطيعون أن تعملوا شيئاً".
أجرى الله على أيدي قدّيسيه، أعمالًا عجيبةً في الكنيسة، لأنّهم كانوا رجال صلاة. بها رفعوا القلب إلى الله، وهذا ممكنٌ لنا نحن أيضًا كمؤمنين، على ما فينا من ضعفٍ بشريّ، على ألّا تقتصرَ صلاتُنا على كلماتٍ تتفوّه بها شفاهُنا وتمتماتٍ نتلفّظ بها بينما يظلّ قلبُنا بعيدًا عن الله، فلا يصحّ فينا قول: "هذا الشعب يُكرمني بشفتيه، أمّا قلبه فبعيد عنّي".
إنّ ما يشكّل عمودَ حياتنا الكهنوتيّة الفقريّ، ويقيم لنا علاقة صحيحة مع الله الذي دعانا للخدمة، هي صلاة الإحتقال الإقخارستي "القدّاس"، حيث نقوم بما قام به المسيح حينما قدّم ذاته على الصليب ذبيحة فداء عنّا وها نحن قد دُعينا لأن نُقّدم الذبيحة الإلهيّة "الإفخارستيا"، كذبيحة شكر وسرِّ حياة "مَن يأكل جسدي، ويشرب دمي فله حياة أبديّة". وإلى جانب الاحتفال بالقدّاس، نرفع صلوات الليتورجيا الطقسيّة، أي صلوات الساعات مع التسابيح والتماجيد في المناسبات الكنسيّة كافّة وأعياد القدّيسين، بالإضافة إلى الصلوات القلبيّة والعقليّة.