يقول لنا القديس بولس رسول الأُمَم: "... إذا أنتم تطلبون برهانًا على أنَّ المسيح يتكلَّمُ بلساني، إنَّه غير ضعيفٍ في مُعامَلَتِكُم، بل قويٌ فيكم" (قورنتس الثانية ١٣: ٣). فمن يطلب برهانًا قاطعًا عن حضور المسيح في العالم فلينظر ويتأمل حياة من حمل رسالته عبر التاريخ حتى اليوم، ويدرس جيّدًا التحولات الهائلة في حياة من سمع كلمة الرب وعمل بها، "بل طوبى لِمَن يسمع كلمة الله ويَحفَظها" (لوقا ١١: ٢٨).
ورسول المسيح يَعلم جيّدًا هذه الحقيقة لذلك لا يضيّع وقته في المماحكات والجلسات واللقاءات غير المجدية نفعًا، فهو دائمًا على عجلة من أمره، يسير دون توقف، يتكلم دون خوف، يُعطي ويُضحي دون حساب، لأنه يحمل المسيح في داخله ويشعر أن المسيح يحمله، لذلك لا يهادن ولا يراوغ ولا يجادل ولا يتلوّن ولا يلتوي ولا يتراجع حتى النهاية "صُلِبْتُ مع المسيح، فما أنا أحيا بعد ذلك، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ وإذا كنتُ أحيا الآن حياة بَشَريّة، فإنِّي أَحْيَاها الآنَ فِي الإِيمَانِ، بابن الله الذي أحَبَّني وجاد بنفسِهِ من أجلي" (غلاطية ٢: ٢٠).