أن القديس أيرونيموس يورد عن سيرتها في الهيكل أشياء أخرى ذات تدقيقٍ أوفر بقوله: أن العذراء المجيدة كانت مرتبة حياتها في هيكل الرب على هذه الصورة، وهي أنها منذ الصباح الى الساعة الثالثة كانت تداوم على الصلوات، ومن الساعة الثالثة الى التاسعة كانت تباشر أعمالاً خدميةً بيديها، ومن الساعة التاسعة الى ما بعد كانت تعود الى ممارسة الصلوات، التي لم تكن تنتزح عنها الا حينما كان ملاك الرب يأتيها بالطعام، حسب العادة، وكانت تجتهد في أن تكون هي الأولى في المجيء الى صلاة السهرات الليلية، وفي حفظ الصيامات، وأن تكون هي الأوفر تدقيقاً في تكميل شريعة الله، والأشد تعمقاً في التواضع، والأكثر كمالاً في الفضائل كلها، ولم يكن أحدٌ قط يراها مغتاظةً مغمومةً محتدةً في الخلق، وكلماتها كافةً كانت موعبةً حلاوةً وعذوبةً، ولم يكن ينقص ذكر أسم الله من لسانها:*