رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أفراهات Aphrahat منتصف القرن الرابع مقدمة: يُعد أفراهات الملقب بالحكيم الفارسي من أكبر الكتاب السريان الذين صارت أعمالهم محفوظة عندنا. ونحن لا نعرف الكثير عن حياته إلا أن هناك تقليدا مكتوبا في زمن متأخر ذكر أن أفراهات كان واحدا من أباء دير مار متى بالقرب من الموصل غربي العرق. وكان أفراهات علما بارزا في الكنيسة السريانية أبان الإمبراطورية الفارسية وعاصر بداية اضطهاد الملك شابور الثاني Shapur II على الكنيسة في بداية 340م بعد الحرب التي دارت رحاها بين الفرس والرومان الذين آمنوا بالمسيحية. ترك لنا أفراهات ثلاث وعشرين عظة بعنوان البرهان أو البيان Demonstrations واحتوى قسمها الأول على عظات عن الإيمان والمحبة، الصوم، الصلاة، التوبة، الاتضاع، النذور والقوانين الكنسية، أما القسم الثاني فقد كان عن الخطر الذي يهدد الكنيسة بسبب الحركات اليهودية بين المسيحيين. احتوى كتاب البيان أو البرهان على الكثير من الشواهد الإنجيلية، وبين أفراهات فيه أن نقاوة القلب هي شروط قبول الله للصلاة. فنقاوة القلب هي التي تدخل الصلاة لعرش الله. ومن هذا المفهوم ظهر معنى التقدمة السرائرية أو الداخلية للصلاة. في القسم الثاني من البيان (البرهان) تقود الفكرة الأساسية لكتاب أفراهات في أن يقدم تفسيرا للتقليد يشرح فيه كيف أدرك هابيل أن الله قد قبل تقدمته بنزول نار من السماء عليها بينما لم يتقبل الله ذبيحة قاتله قايين لأن النار النازلة من السماء لم تقربها. وفكرة نزول نار من السماء على الذبيحة التي يقبلها الله كما حدث لذبيحة داود وذبيحة سليمان التي في (1اخ 21: 26) و(2اخ 7: 1) مرتبطة بما جاء عن ذبيحة هابيل في (تك: 4). وهذه هي العلاقة بين الثلاثة ذبائح لها أساس لتفسير العهد القديم. ففي سفر التكوين الإصحاح الرابع العدد الرابع ترجم المترجمون القدامى والمحدثون كلمة Wayyisha هكذا ونظر الرب باستحسان…. بينما أضاف المصحح اليهودي Theodotion في الترجمة السبعينية كلمة esh إلى Wayyisha فصار المعنى (واشتعل الرب بالنار…) ولم تكن علاقة الذبيحة المقبولة بنزول النار عليها هي الشيء الوحيد الذي اقتبسه أفراهات من التقليد اليهودي بل أخذ أيضا من التقليد اليهودي مفهوما آخر وهو أن الصلاة هي ذبيحة يتقبلها الله بديلا عن الحيوانات المذبوحة إذ سار اليهود على هذا المفهوم بعد دمار هيكل سليمان سنة 70. أدرك افراهات ما هو المقصود بالمخدع الداخلي وأن الصلاة تكون في المخدع الداخلي أ ى في القلب (مت 6: 6). وبنفس هذا المعنى كتب من قبل مار افرام ترنيمته العشرين عن الإيمان. بين افراهات معنى الحياة الداخلية (أي المخدع) وبخاصة عمل التسامح وأهميته للصلاة المقبولة. فالصلاة هي عمل داخلي يعطى لله الراحة (اش 28: 12) وقد يكون هذا العمل هو مساعدة الآخرين والصفح عنهم. يذكر أفراهات أمثلة عملية توضح أن نقاوة القلب ومسامحة الآخرين يأتيان في المرتبة قبل أي قانون من قوانين الصلاة الأخرى. ومما هو جدير في بالذكر أن عظات افراهات قد أثرت على روحانيات الكنيسة السريانية التي سادت ما بين القرنين السادس والثامن وأن كثيرين قد أخذوا من عظاته وترجموها إلى اللغات الآرامية تحت اسم يعقوب من نصبين كما ترجمت أعماله للغات أخرى كثيرة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|