كما ان الملح يرمز في الشرق الأوسط الى الضيافة والمشاركة في الخبز والملح، كذلك على المسيحيين ان يشاركوا الآخرين في الخدمة فيذبون فيهم كالملح في الطعام ويعطون الطعم الطيب للعلاقات بين الناس بالصدق والأمانة والطيبة والثقة والمحبة. ويوضّح بولس الرسول أهمية الملح في علاقة المسيحيين مع الآخرين بقوله "لِيَكُنْ كَلامُكم دائِمًا لَطيفًا مَليحًا فتَعرِفوا كَيفَ يَنبَغي لَكم أَن تُجيبوا كُلَّ إِنسان" (قولسي 6:4)؛ فكلمة مليح في الأصل اليوناني ἅλατι (مشتقة من الملح).
ومن هذا المنطلق على المسيحيين ان يتكلموا باقتناع وحرارة وبقوة الروح القدس (1 قورنتس 2: 5) حول كلمة الله حيث يُمكنهم تحويل قلوب الناس الى حق كلمة الله. فكم هو حيوي ان يكون كلامهم كريما وجذابا ولينا. "الجَوابُ اللّيِّنُ يَرُدُّ الحَنَق والكَلامُ المُؤلمُ يُثيرُ الغَضَب" (أمثال 15: 1).
ويوصي بولس الرسول "لا تَخرُجَنَّ مِن أَفْواهِكم أَيَّةُ كَلِمَةٍ خَبيثَة، بل كُلُّ كَلِمةٍ طيِّبةٍ تُفيدُ البُنْيانَ عِندَ الحاجة وتَهَبُ نِعمَةً لِلسَّامِعين" (أفسس 4: 29– 30). ويوصي المسيح تلاميذه "فَلْيَكُنْ فيكُم مِلحٌ" (مرقس 9: 50).