رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ان المتواضع يُقيّم ذاته تقييماً واقعياً دون ادّعاء أنه ليس ما هو عليه. انه يعترف بمحدوديته. ويُعلق القديس بيو: "التواضع هو الحقيقة، والحقيقة هي أنِّي لا شيء. وبالتالي، فإنَ أي شيء جيد فيَّ يأتي من الله"(نهار سعيد)، فهذا ليس احتقار الذات أو وضعها في مرتبة دونيّة، لكنّه إثبات للواقع بمعرفة الذات معرفة حقيقية بما تتضمنه من قوّة وضعف. وتُعلق القدّيسة كاترينا السيانيّة، معلمة الكنيسة في حوار يسوع معها" من خلال معرفتِكِ لنفسِكِ، سوف تصبحينَ متواضعةً لأنّكِ سترين أنّكِ لا شيء من دوني وأنّ كيانَكِ نابعٌ منّي لأنّي أنا أحببتُكِ وأحببت البشر قبل أن يوجدوا "(حوارات (Dialogues)، الفصل الرابع). الاتضاع الحقيقي للإنسان لا يتحقق بمحاولته أن يكون متواضعاً، بل بعلاقته بالله. أنه لا يسعى المتواضع إلى المظهر بل إلى مكان يخدم فيه على خطى "ابنَ الإنسان لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس" (مرقس 10: 45)، فجعل يغسل أرجل تلاميذه "متّخذًا صورة العبد" (فيلبي 2: 7) ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم "لا يوجد شيء، ولا يوجد عمل من الأعمال الصالحة لا يحتاج إلى التواضع. ولا يمكن لفضيلة ما أن تثبت دون التواضع". وتقول الطوباويّة تيريزا الكالكوتيّة " لا نتعلّم التواضع إلاّ من خلال تقبّل الإهانات الموجّهة إلينا" (ما من حبّ أعظم). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|