رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنه قد كان في أحدى مدن أقليم فياندرا شابان حديثان في السن يدرسان العلوم، ولكن عوضاً عن أنهما يهتمان وقتئذٍ في أكتساب العلوم قد كانا يبيحان ذاتيهما لكل نوعٍ من رذلتي الشراهة والدنس، فاذ وجدا ليلةً ما من تلك الليالي المدنسة منهما بالقبائح في بيت أرمأةٍ خاطيةٍ لأفعال الأثم، فأحدهما الذي كان أسمهريكاردوس بعد ساعاتٍ من الليل قد رجع الى مكان سكناه. وأما رفيقه فبقي عند تلك الأمرأة الدنسة، فعندما دخل ريكاردوس الى مخدعه لينام قد فكر بأنه في ذاك اليوم لم يكن صلى تلك المرات السلام الملائكي حسب عادته التي بها يومياً كان يتلوها عبادةً منه لمريم العذراء، فأي نعم أن النوم كان حينئذٍ متغلباً عليه وبالتالي كان يستصعب تلاوتها في ذاك الوقت، ولكن لم يرد أن يتركها مطلقاً بل أغتصب ذاته وقالها، ولئن كان بقليل من العبادة وكأن نصف نائمٍ، ثم أتكأ على سريره راقداً، فبعد برهةٍ وفيما هو يغط في النوم سمع باب بيته يقرع بشدةِ، وحالاً من دون أن يفتح الباب قد شاهد رفيقه الشاب داخلاً إليه بصورةٍ مخيفةٍ من شدة البشاعة، واذ سأله من أنت، قد أجابه قائلاً: أما عدت تعرفني من أنا: فقال له ريكاردوس: وكيف أنك قد أستحلت الى هذه البشاعة حتى يبان كأنك شيطان: فحينئذٍ ذاك التعيس تنفس الصعداء صارخاً: أواه الويل لي، فأنا قد هلكت في جهنم: فسأله ريكاردوس: وكيف تم ذلك: فأجابه الشخص بقوله: أعلم أنه حينما خرجت أنا بعدك من بيت تلك الأمرأة الدنسة. قد وثب عليَّ الشيطان فخنقني وبقي جسدي طريحاً في الطريق ونفسي حكم عليها بالهلاك، ثم أعلم أيضاً أن هذا العقاب الذي حل بي قد كان معداً لك أنت أيضاً، الا أن الطوباوية مريم البتول لأجل الكرامة القليلة التي أنت صنعتها لها، بتلاوتك السلام الملائكي المرات المعتاد على تلاوتها، قد أنقذتك من هذا العقاب، فسعيدٌ أنت أن كنت تستفيد من هذا التنبيه الذي أرسلتني والدة الإله لأن أنبهك به. قال هذا ثم كشف رداءه وأظهر لريكاردوس اللهيب المحيط به والأفاعي والعقارب التي كانت تلسعه وهكذا غاب من أمامه. فوقتئذٍ ريكاردوس أنطرح على الأرض مدرفاً من عينيه تياراتٍ من الدموع مقدماً الشكر الواجب لوالدة الإله التي خلصته من الهلاك. وفيما كان يفتكر عازماً على الطريقة التي بها يغير سيرته ويصلحها قد سمع ناقوس دير الرهبان الفرنسيسكانيين يقرع لأجل "صلاة الفجر". فقال حينئذٍ لذاته: أن الله يدعوني الى هذا الدير لكي أصنع توبةً عن خطاياي: فنهض في تلك الساعة عينها ومضى الى الدير متوسلاً لأولئك الآباء بأن يقبلوه عندهم، الا أنهم لمعرفتهم به وبفساد سيرته قد كانوا يماتعون قبوله، غير أنه قد أخبرهم بالحادث جميعه بدموعٍ سخيةٍ، ومن حيث أن أثنين منهم خرجا حالاً وذهبا الى الطريق وشاهدا جثة ذاك الشاب التعيس ملقاةً على الأرض مخنوقةً مسودةً نظير الفحم، فبعد أن رجعا وأخبرا بالحقيقة قد قبل ريكاردوس في الدير، وأبتدأ بعيشةٍ فاضلةٍ. وفيما بعد ذهب الى بلاد الهند ليكرز بالإيمان ومنها مضى الى بلاد الجامبون، وهناك حصل أخيراً على الحظ السعيد والنعمة العظيمة بأن يموت شهيداً من أجل الإيمان بالمسيح محروقاً حياً. (كما هو مدون في تأليف ألفونسوس أندرادا)* |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عندما أريد أن أستسلم يدعوني الله لأنهض |
يدعونى الله لأنهض |
فأنا أصنع الخير لكم |
أنا أصنع الخير لكم|تصميم |
وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً" |