يسوع لا يدعو نفسه بهذا اللقب الاّ عرضا "لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِه وبَيتِه" (متى 13: 57)، لان شخصية يسوع تتجاوز كل الوجوه التقليدية النبوية؛ لأنه هو ليس نبيا فحسب إنما هو ايضا المسيح، ابن الانسان، وسلطانه يجعله فوق كل الأنبياء "هو شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه، يَحفَظُ كُلَّ شيَءٍ بِقُوَّةِ كَلِمَتِه. وبَعدَما قامَ بِالتَّطْهيرِ مِنَ الخَطايا، جَلَسَ عن يَمينِ ذي الجَلالِ في العُلَى، فكانَ أَعظَمَ مِنَ المَلائكَةِ بِمِقْدارِ ما لِلاسمِ الَّذي وَرِثَه مِن فَضْلٍ على أَسمائِهِم" (عبرانيين 1: 1-3)، انه كلمة الله الذي صارَ بَشَراً (يوحنا 1: 14). وواقعيا، تجعلنا كل هذه الحقائق نتساءل: أي نبي مثل يسوع كان يُمكنه ان يقدّم ذاته مصدراً للحق والحياة؟ كما صرّح “أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة" (يوحنا 14: 6). إن الأنبياء كانوا يرددِّون كلام الله، أمَّا يسوع فيقول" الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم". وقد تردَّدت هذه العبارة 20 مرة في إنجيل يوحنا البشير. امَّا يسوع هو كلمة الله حيث ان رسالته وشخصه ليسا من ذات المستوى النبوي.