أراد يسوع أن يوجّه مرتا نحو مفهوم الخدمة، لان الأمور المادية إذا زادت لن تترك الإنسان أن يختار، بل يعيش الإنسان في هموم واضطراب وارتباك. فمرتا أغفلت "الأمر الواحد". ولم تركِّز أفكارها على "الأمر الواحد" اللازم مثل أختها مريم؛ والنتيجة أنها أُرهقت بالخدمة، وتضايقت من أختها، ثم تذمَّرت واشتكت للرب. فأراد يسوع أن يوجّه مرتا نحو "الأمر الواحد" الذي كانت في حاجة إليه، وهذا "الإمر الواحد" هو يسوع المسيح نفسه، فهو حاجتنا كما يقول صاحب المزامير " إِليكَ صَرَختُ يا رَبِّ قُلتُ: ((أَنتَ مُعتَصَمي في أَرضِ الأَحْباءِ أَنتَ نَصيبي" (مزمور 142: 6) "ومَن لي في السَّماء؟ ومعكَ على الأرضِ لا أَهْوى شيئا" (مزمور 73: 25).