كثيرون يتساءلون إن كان الله قد تحلّى بالحكمة والعدل في تعيينه للشر. فإن الله القدوس، الذي ليس هو مصدر الشر، لم “يسمح” فحسب بوقوع الشر. فإن الأمر ليس أنه لم يعّين وجود الشر ولكنه فقط سمح بوقوعه. فإن سماح الله بالشر لا ينجح في إمدادنا بإجابة تزيل حدة التوتر النابعة من افتراض أنه قد يعّين الشر، لأن الله في كلتا الحالتين [المترجم: أي تعيينه للشر أو سماحه به] يأمر بدخول الخطيّة. ويبدي بافينك ملاحظته على هذا قائلاً:
هو [الله] لم يخش من وجودها ومن سطوتها [الخطية والشر]. بل قد شاء وجودها، كي بها وبالمقابلة معها يمكنه أن يسلّط الضوء على صفاته الإلهيّة.
فإن لم يكن قد شاء ذلك، كان سيوجد دائمًا قبول منطقيّ بأنه لم يكن متفوقًا وساميًا في جميع صفاته على قوة ما كانت إمكانيّة ممارستها متأصّلة وفطريّة داخل المخلوقات نفسها.
فإن جميع المخلوقات العاقلة، باعتبارها كائنات مخلوقة، ومحدودة، وقاصرة، وقابلة للتغيير، لديها إمكانيّة الارتداد عن الله.