إعلان يسوع نفسه "أنا هو الراعي" ليس له معنى تفسيري وإعلاني فحسب، إنَّما أيضا لاهوتي أيضا، إذ يرتبط بعبارة "أنا هو" التي استخدمها الله في العهد القديم لكي يكشف نفسه للشعب انه هو إلهه ومخُلصه، وانه دائم الحضور والعمل (خروج 3: 14). ولهذه العبارة معنى الوعد والالتزام أيضا.
فالمسيح يلتزم تجاه خرافه، وتجاه الآب الذي عهد إليه بهذه الخراف (يوحنا 29: 29)، وهو لن يخون عهده، ولن يتنكر لرسالته. بل اعتبر يسوع نفسه مرسلاً إلى الخراف الضالة من آل إسرائيل (متى 15: 24)، ويجمع حوله " القطيع الصغير"، أي التلاميذ (لوقا 12: 32)، والنعاج المُشتَّتة التي تأتي على السواء من حظيرة إسرائيل ومن الأمم (يوحنا 10: 16).
فإن القطيع الواحد الذي جمعه يسوع هكذا يظلّ موحّداً إلى الأبد، لأنَّ محّبة الآب القدير هي التي تحفظه وتكفل له الحياة الأبدية (يوحنا 10: 27-30).