وُلدت عائلة الناصرة من الإيمان، وعاشت من الإيمان، وسارت مستنيرة دائماً من كلمة الإله الحيّ بإيمانها. فالإيمان يكشف عن مدى قوة العلاقات التي تربط بين افراد العائلة. وفي هذا الصدد يقول البابا فرنسيس " إنّ نور الإيمان قادر على إظهار غنى العلاقات البشريّة وقدرتها على الاستمرار وعلى التحلي بالثقة وإثراء الحياة المشتركة".
كانت العائلة المقدسة نـموذجا في تتميم إرادة الله، وفي قداستها وإيمانها ومحبتها وصبرها على الألـم والاغتراب والفقر، ولا يوجد أي غرض أخر خاص لكل فرد فيها سوى محبـة بعضهـم البعض. كل فرد يعمل على تنمية حياته الروحية الشخصية والعمل مع الآخرين على مساعدتهم في الجهاد الروحي. وأمَّا يسوع فيقول الكتاب انه "كانَ طائِعاً لَهُما" (لوقا 2: 51)، والطاعة دلالة الاحترام لـمكانة الأب والأم في الأسرة، وهو احترام متبادل مبني على أساس المحبة والثـقة. والآن، هـل لنا أن نعيد الـمفهوم الصحيح للأسرة المسيحية الـمقدسة الـمتحابـة، التي تحترم أفرادها، وتعمل على التربية الروحية والتربية الجسدية والذهنية والاجتماعية؟