هل تراه في هذا الضباب

[walaa farouk]

.هل تراه في هذا الضباب..؟؟
....يُحاولون أن يُغيّبوه،بضباب أفكارهم..!!!!

ها هو يعتلن وسط الضباب..تحاول الظلمات أن تلفّه،ورياح الشر أن تزيح روحه منا..
واضطراب العالم ان يُسكِت صوت سلامه فينا..وتجارب الشياطين أن تشككنا فيه وبوجوده..لكن لا.
.كيف لعناصر مخلوقة أن تحجب خالقها..وهو الذي سمح بوجودها كلها،وجعل كل الأشياء تعمل معا"
للخير للذين يحبون الله...المشكلة إذا" ليست في الضباب ولا في الغيوم ولا في الرياح
،المشكلة فينا نحن الاغبياء،إذ أننا لا نريد أن نستزيد من حبّه لنا..لأننا أنانيّون..نحب بالأكثر أنفسنا.
قرأنا موسى والأنبياء،فعَجِبْنا لغلاظة قلوب تابعيه طيلة اربعين سنة،فمرمروا روحه من جهلهم،وها نحن في الألفية الثالثة،وما زلنا ناكرين،غير شاكرين خالقنا على كل ما أعطانا، ذاك الذي هو أعظم من موسى بما لا يوصف.
.ذاك الإله الذي لم يعطِ مما له فقط،بل أعطى ذاته حبّا"،لشعبٍ لم يُقَدِّر ولم يفهم،أن ذاك الإله الحقيقي ليس كبقية مَن صنعهم الإنسان من آلهة جوفاء فارغة لا تعرف الحب،بل تؤلِّه ذاتها الأنانية..ذاك الإله الذي لا يطلب منك شيء،سوى المحبة،الحبّ الذي علمك هو إياه،لتبادله به،ولتصير،إلها" بالنعمة،مُماثلا" إياه وهو الإله بالطبع،مركز وأصْلُ حياتنا..
وها نحن مضطربون،منزعجون،منطرحون كغنمٍ نَسيَتْ صوت راعيها لبعدها عنه بإرادتها،إذ ضللنا،وانفصلنا عن ابينا السماوي _كالإبن الضال،لكننا لم نعد كما عاد هذا الشاطر،فتحولّنا إلى( خرافٍ )ضالة
لا تستطيع الرجوع مهما ذرفت من دموع،إن لم يأتِ الراعي ويعيدها إلى صيرته..
بعد ان كنّا (أبناء)ضالّين يستطيعون التوبة والرجوع بإرادتهم..
سهلٌ هو الكلام،وصعبٌ هو الحب لأن فيه بَذلُ ذاتٍ،وكلّنا نتكلم،وقليلون مَنْ يُحِبون..
سبق وأوصانا أن :
" ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السماوات،بل الذي (يفعل)إرادة أبي .."
.و نبّهنا المسيح أيضا' حتى من أفعالٍ جدّا'عظيمة،لكنها خالية من المحبة،
تطلب مالنفسها ومجدها الشخصي،أنها لن تفيدنا نحن.."
أَليْسَ باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين،فيقول لهم اذهبوا عني لستُ أعرفكم..يا فاعلي الإثم..!!!
"..فالتوبة الحقيقية هي التي تُجْدي..
وها قد ابتدأ المساء،فلنَعُدْ إليه قارعين باب التوبة إليه،قبل أن يَحُلَّ نصف الليل،(ذروة الشر)
ولا أحد يستطيع ان يفعل شيء،متوّسلين رحمته التي تغلب عدْلَه الآن،
وإلا سَتُغْلق الأبواب دوننا ونبقى خارج خدره،خاسرين كل شيء،خاسرين انفسنا وخلاصنا في جحيمِ بُعْدٍ أبدي..

فنجّي يارب نفوسنا وارحمنا رغم عدم استحقاقنا،فانت أبونا،ونحن الطّين وأنتَ جابِلُنا.
فيا رحوم.ارحمنا..ارحمنا.بحسب عظيم رحمتك رغم عدم استحقاقنا...ارحمنا ...آمين..

الأرشمندريت باييسيوس..