اكتشف ابن سيراخ الحكيم الرابطة بين غفران الانسان لأخيه وبين الغفران الذي يلتمسه الانسان من الله: إِغْفِرْ لِقَريبِكَ ظُلْمَه فإِذا تَضَرَّعتَ تُمْحى خَطاياكَ. أَيَحقِدُ إِنسانٌ على إِنْسان ثُمَّ يَلتَمِسُ مِنَ الرَّبِّ الشِّفاء أَم لا يَرحَمُ إِنْسانًا مِثلَه ثُمَّ يَطلُبُ غُفْرانَ خَطاياه؟ (سيراخ 28: 2-3). ويُعلم يسوع بانَّ الله لا يمكن ان يغفر لمن لا يغفر لأخيه، وانه حتى نطلب الغفران لنا، ينبغي ان نغفر لأخينا. ولكيلا ننسى هذه الحقيقية طلب منا الرب ان نُردِّدها كل يوم في الصلاة الربَّانية " أَعْفِنا مِمَّا علَينا فَقَد أَعْفَينا نَحْنُ أَيْضاً مَن لنا عَلَيه"(متى 6: 12).
وعلى هذا الاساس طلب الله ايضا ان يستمر الانسان في الغفران ولا يمِلُّ بدافع المحبة كما أوصى يسوع بطرس ان يغفر لقريبه "لا أَقولُ لكَ: سَبعَ مرَّات، بل سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرَّات "(متى 18: 22) اقتداء بالرب كما يقول الرسول بولس "كما صَفَحَ عَنكُمُ الرَّبّ، اِصفَحوا أَنتُم أَيضًا" (قولسي 3: 13). إن كان القاء كلمة الله الى البشر هي جوهر رسالة يسوع، فإن مغفرة الخطايا هي جوهر القاء كلمة الله. ومن هنا نبحت عن مغفرة الخطايا لمُقعَد في كفرناحوم.