وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة
فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان:
تشير عبارة "رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة" الى النص الذي ورد في سفر العدد "صَنَعَ موسى حيَّةً مِن نُحاس وجَعَلَها على سارِيَة. فكانَ أَيُّ إِنْسانٍ لَدَغَته حَيَّةٌ ونَظَرَ إِلى الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ يَحيا "(عدد 20: 9).
هذه الحادثة ورأى فيها يسوع نبوَّة لصلبه.
وما فعله موسى كان رمزا نبوياً لما يفعله يسوع على الصليب. كما حوّل الاسرائيليون المُشرفون على الموت عيونَهم الى الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ ونالوا الشفاء، هكذا الناس الذين تحت دينونة الخطيئة ينالون الحياة الابدية والشفاء برفع نظرهم تجاه يسوع المخلص المرفوع على خشبة الصليب.
وهكذا المسيح المرفوع على خشبة الصليب يخلصنا من لعنة الشريعة التي صارت كلدغات الحيَّات النارية القاتلة كما جاء في تصريح بولس الرسول "إنَّ المسيحَ افتَدانا مِن لَعنَةِ الشَّريعة إِذ صارَ لَعنَةً لأَجْلِنا" (غلاطية 3: 13).
ويعلق القدّيس أوغسطينوس "ما حصلَ رمزيًّا في الماضي، استعاده الربّ حين قالَ: "وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان.
أخذَ الرّب يسوع المسيح الموت، وعلّقَه على الصليب، فتحرَّرَ البشر الفانون من الموت" (عظات عن إنجيل القدّيس يوحنّا).