مريم إنّها أورشليم أمُّ أبناء الله المشتّتين، قد عادوا وتجمعوا في هيكل أقنوم المسيح". صاحبُ هذا القول يتكلّم على التحوّل الحاصل في أمومة مريم، التي من جسديّة صارت روحيّة. ولذا، فلقد نعَتَ أحدهم وصيّةَ المسيح ب "العمل السرّيّ" نوعاً ما. وفي الحال، إنّ الكلام، في أسرار البيعة، يفعل ما يعني. هكذا مثلاً، في الإفخارستيا، كلامُ التقديس يحوّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه. هنا، كلام المسيح يجعل، حقّاً وروحيّاً، مريمَ أُمَّ يوحنا، ويوحنا ابن مريم. هاتان الأمومة والبنوّة لم تكونا، قبل وصيّة المسيح، إلاّ مقدَّرتين في أمومة مريم بالنسبة إلى المخلّص رأسِ الجسد السرّيّ.