رفض توما ان يثق بشهادة الجماعة الرسوليّة: "رأينا الرب". إنه يطلب برهاناً خاصاً به. ويريد أن يختبر بنفسه ويطلب أن يرى ويلمس. إنه يفرض على المسيح شروط إيمانه. ظهر للتلاميذ بعد ثمانية أيام وكان توما معهم. ودون أن يلتفت إلى التلميذ المعاند أراه جراحاته ودعاه لأن يضع يده فيها. خجل توما ولم يجد إلاّ كلمة واحدة: "ربّي وإلهي!" وأقرّ بضعفه واعترف بسيادة يسوع الإلهية". فانتقل توما من أقصى الشكّ إلى أقصى الإيمان واليقين. ويسوع يستخلص العبرة من الحدث فيقول لتوما: "آمنت لأنك رأيتني؟" فطوبى للذين يؤمنون ولم يروا". لا يكفي أن يروي الآخرون لنا هذه الخبرة، بل لا بد لنا من خبرة إيمان شخصيّة؛ وهذه الخبرة تتم داخل الجماعة الذين يسيرون معا في الإيمان. وخير مثال على ذلك عبور توما من عدم الإيمان إلى الإيمان كما اوصاه يسوع "لا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً" (يوحنّا 20: 27)، لكن هذه العبور لم يتم دون لمس بيديه جراح الرب القائم وسط جماعة الرسل المؤمنة به.