الخاطئ الذي يجتهد مغتصباً ذاته على الخروج من المآثم، فهذا ولئن لم يكن بعد خرج بالكلية عن الخطيئة، فعند ما يلتجئ الى والدة الإله، فهذه ألم الرأوفة تعضده وتسعفه لأن يرجع الى حال نعمة الله، كما قد سمعت ذلك القديسة بريجيتا من فادينا نفسه في أحد الأوحية بخطابه مع والدته قائلاً لها: أن أولئك الذين يجتهدون مغتصبين ذواتهم على القيام من سقطتهم راجعين الى الله. فأنتِ تساعدينهم بالمعونات من دون أن تتركي أحداً من تعزيتكِ: فاذاً حينما يكون الخاطئ مصراً على مآثمه من دون ارادة الرجوع الى الله، فمريم لا تقدر أن تحبه، ولكن اذا هو شاهد ذاته ربما موثوقاً برباطات ألمٍ ما، أو رذيلةٍ ما قد صيرته أسيراً للعدو الجهنمي، فبحيث أنه قلما يكون يلتجئ الى البتول القديسة بالصلوات برجاءٍ وطيد وبمواظبة، في أن تنتشله من الأثم وتخرجه من الخطيئة، فهذه الأم الصالحة تمد اليه يدها المقتدرة، وتفكه من تلك القيود والسلاسل، وتقوده الى الطريق المستقيمة، وتضعه في الحال الخلاصية. فالمجمع التريدنتيني المقدس قد حرم الأرتقة التي بموجبها يقال، أن كل الصلوات والأعمال التي يصنعها الخاطئ وهو في حال الخطيئة، أي هو عادم نعمة الله هي خطايا.