رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فجاءوه بِأَصَمَّ مَعقودِ اللِّسان، وسأَلوه أَن يَضَعَ يدَه عليه "أَصَمَّ" في الأصل اليوناني κωφὸν (معناها فقدان السمع) فتشير إلى إنسان أطرش. له آذان لكنه فعلا لا يسمع، ويُعلق البابا فرنسيس " يُعبِّر صممه في الواقع عن عدم قدرته على سماع وعلى فَهمِ، ليس فقط كلام البشر، إنما أيضًا كلمة الله". أمَّا عبارة "مَعقودِ اللِّسان" في الأصل اليوناني μογιλάλον (معناها مُعاق في القدرة على الكلام) فتشير إلى تأتأة أو ثقل اللسان حيث يتكلم بصعوبة، وذلك لأنه أصم، وبسبب صَمَمِه التوى لسانه، وليس هو بالضرورة أخرس بل عاجز عن النطق بلهجة واضحة. وهذه الحالة تُذكرنا بنبوءة أشعيا النبي القائل "حينَئِذ آذانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّح... ويَهتِفُ لِسانُ الأَبكَم (35: 5-6). ولم تتكرَّر هذه اللفظة "أَصَمَّ مَعقودِ اللِّسان " سوى مرتين (مرقس7: 32، 37) في الكتاب المقدس. وهذا الأصَمّ المعقود اللِّسان يُمثل روحياً كل إنسان يصُم أذنيه عن سماع كلمة الله، ويعقد لسانه عن النطق بها، ويأبى أن يخاطب الله بالصلاة، ولذا فهو يمثل العاجز عن تسبيح الله لأنه سدَّ أذانه عن سماع كلمة الله، ويمثل العاجز عن الشهادة للحق. إنّه صورة عن البشريّة المجروحة، الّتي لا تُصغي إلى صوت الله وصوت الآخرين. وباختصار، إن الرجل الأصَمّ معقود اللسان هو صورة الإنسان الخاطئ، المُنغلق على ذاته، غير القادر على إقامة علاقة مع الربّ ومع الآخرين، إذ هذه الحياة قائمة، ليس فقط على الحياة مع بعض، بل وعلى الحديث مع بعض، والمشاركة، قولا وفهما في الحياة اليومية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|