رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا انطونيوس 1. أود أن تعلموا أن أنطونيوس كان مصرياً بمولده، وكان والده من أسرة طيبة. وكان يمتلكان ثروة لا بأس بها. ولأنهما كانا مسيحيين فقد تربى هو أيضاً فى نفس الإيمان ، وفى الطفولة مع والديه لا يعرف شيئا آخر سواهما وسوى بيته. ولكنه بعد أن كبر وصار صبياً وتقدم فى السنين لم يطق أن يتعلم القراءة والكتابة، ولم يبال بأن يزامل الأولاد الآخرين. بل كانت كل رغبته أن يعيش إنساناً بسيطاً فى بيته كما كتب عن يعقوب [2]. وقد تعود حضور بيت الرب مع والديه، ولم يكن كطفل بليداً، ولا احتقرهما لما كبر، بل كان مطيعاً لأبيه وأمه مصغياً لكل ما كان يقرأ، حافظاً فى قلبه ما كان نافعاً. مما سمع ، ومع أنه كطفل نشأ فى حاله متوسطة فانه لم يتعب والديه بطلب الأشياء الفاخرة، ولا كانت هذه مصدر سعادة له، بل قنع بما وجده ولم يطلب المزيد. 2. وبعد موت أبيه وأمه ترك وحيداً مع أخت واحدة صغيرة وكان عمره 18 أو 20 عاماً، فألقيت إليه مسئولية العناية بالبيت وبالأخت، ولم يمض على وفاة والديه ستة أشهر حتى ذهب ذات يوم كعادته إلى بيت الرب، وفى ذلك اليوم ناجى نفسه وتأمل وهو سائر كيف أن الرسل تركوا كل شئ وتبعوا المخلص [3]، وكيف ذكر عنهم فى أعمال الرسل أنهم باعوا ممتلكاتهم وأتوا بأثمانها ووضعوها عند أرجل الرسل لتوزيعها على المحتاجين [4], وكيف وضع لهم رجاء عظيم فى السماء. وإذا كان يتأمل فى هذه الأمور دخل الكنيسة أثناء قراءة الإنجيل فسمع الرب يقول للغنى “إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء، وتعال اتبعني فيكون لك كنز فى السماء” [5]. أما أنطونيوس فكأن الله قد ذكره بالقديسين، وكأن تلك الفقرة قرئت لـه خصيصاً. وللحال خرج من الكنيسة وأعطى القرويين ممتلكات آبائه، وكانت ثلاثمائة فدان من أجود الأراضي، لكي لا تكون عثرة فى سبيله هو و أخته، وباقي المنقولات باعها. وإذ توفرت لديه أموالاً كثيرة أعطاها للفقراء، محتفظا بالقليل لأخته . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|